Efforts of the Hadith Scholars in Explaining Hadith Defects
جهود المحدثين في بيان علل الحديث
Yayıncı
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Türler
جُهُودُ المُحَدِّثِينَ فِي بَيانِ عِللِ الأحَادِيثِ
د. علي بن عبد الله الصياح
مقدمة:
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [الأحزاب: ٧٠]
أمَّا بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الَهْدي هَدْيُ محمدٍ ﷺ، وشرَّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ بدعةٍ ضلالة.
إنَّ مِنْ نعم الله العظيمة على هذه الأمة حِفْظَ دينهِا بحفظ كتابه العزيز، وسنة نبيه الكريم، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:٩] وهذا الوعدُ والضمانُ بحفظِ الذكر يشمل حفظ القرآن، وحفظ السنة النبوية - التي هي المفسرة للقرآن وهي الحكمة المنزلة كما قَالَ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [النساء:١١٣]، -وقد ظهر مصداقُ ذلك
1 / 1
مع طولِ المُدّة، وامتدادِ الأيام، وتوالي الشهور، وتعاقبِ السنين، وانتشارِ أهل الإسلامِ، واتساعِ رُقعتهِ، فقيض الله للقرآن من يحفظه ويحافظ عليه.
وأما السُّنَّةُ فإنَّ الله تعالى - بفضلهِ ومنتهِ وحكمته - وَفَّق لها حُفَّاظًا عارفين، وجهابذةً عالمين، وصيارفةً ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المُبْطلين، وتأويل الجاهلين، فتفرغوا لها، وأفنوا أعمارهم في تحصيلها، فجزاهم اللهُ عن الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاءِ وأوفرَه.
وقد خلَّفَ لنا هؤلاء الأئمةُ الحفّاظ ثروةً علميةً زاخرةً، مَنْ تأملَ في فنونها وعلومها المختلفة عَلِمَ الجهدَ الشاقّ، والصبرَ الطويلَ، الذي بذله سلفُنَا وعلماؤنا في جَمْعِها، وبيانها والاستنباطِ منها، وتمييزِ ضعيفها من صحيحها، وبذل الغالي والنفيس في سبيلِ ذلكَ، وعَلِمَ أيضًا مقدار ما حَظِي بهِ السلف من تأييدٍ رباني وفضلٍ إلهيّ وتوفيقٍ سماويّ، لمَّا صَدَقوا في الطلب والعلم والعمل والدعوة وصَبَروا على ذلك ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الجمعة: ٤] .
ومن هذه الثروة العلمية وجوانبها: جانبُ العناية بعلل الحديث وبيانها، فإنَّ لعلم علل الحديث دورًا كبيرًا ودقيقًا في حفظ السُّنّة النَّبويّة، وهو يحكي التطور النقدي عند نُقّاد الحديثِ وحُفّاظِهِ لمَّا تنوعتْ وخفيتْ وغمضتْ أخطاء الرواة وأوهامهم، وسرتْ إلى روايات الثقات.
وهذا البحثُ الموسوم بـ"جُهُودُ المُحَدِّثِينَ فِي بَيانِ عِللِ الأحَادِيثِ" يكشفُ عن جوانب من عناية المحدثين بهذا الفن، ودوره البارز في حفظ السُّنّة النَّبويّة، ويتكون البحث من:
1 / 2
- المُقَدّمة -وهي هذه-.
- تمهيد وفيه مبحثان:
المبحثُ الأوَّل: تعريفُ العلل لغةً واصطلاحًا.
المبحثُ الثاني: أهميةُ علمِ العلل وشرفه وعزته، وأسباب ذلك.
- الفصلُ الأوَّل: ذكر أئمة العلل والمصنفات فيه من بدايةِ القرن الثاني إلى نهايةِ القرنِ التاسع (١) .
- الفصلُ الثاني: أمثلةٌ من دقائق تعليل النقاد للأحاديث.
- الخاتمةُ: وفيها أبرزُ نتائجِ البحث، وتوصيات مقترحة.
- المراجع.
- فهرس الموضوعات.
وأختمُ هذه المُقدّمة بمقولةٍ جميلةٍ قالها المعلميّ-رحمة الله عليه- (ت١٣٨٦هـ) عند ذِكْره لما قد يقاسيه المتقنون والمخلصون من محققي الكتب قَالَ: «إنّ أحدَهم ليتعب نحوَ هذا التعب في مواضع كثيرة جدًا ولكنّه في الغالب ينتهي إلى أحدِ أمرين: إمّا عدمِ الظفَر بشيءٍ فيكتفي بالسكوت، أو بأنْ يقولَ (كذا) أو نحوها، ولا يرى موجبًا لذكر ما عاناه في البحث والتنقيب، وإمّا الظفَرِ بنتيجةٍ حاسمةٍ فيقدمها للقراء لُقْمة سائغة، ولا يهمه أن يشرح ما قاساه حتى حَصَلَ عليها، والله المستعان» (٢) .
_________
(١) وشرطي ذكر كلِّ من وُصِفَ بمعرفةِ العللِ، أو صنّفَ مصنفًا في العلل، فإنَّ التصنيفَ فيه مظنة المعرفةِ بهذا الفن الدقيق في الغالب.
(٢) حاشية الإكمال (٦/٣٣١)، وانظر: ص٢٧ من هذا البحث.
1 / 3
وهذه المقولة تحكي واقع مواطن عديدة مرّتْ عليّ أثناء إعداد البحث أقف فيها متحيرًا، وربما راجعتُ من أجل معلومة لا تتجاوز سطرًا أو سطرين عشرات الكتب للتحقق منها، وهو"جهدُ المقل والقدر الذي واتاه ﴿وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ﴾ [الطلاق: ٧]، وإليه ﷾ السؤال أن يجعل ذلك خالصًا لوجهه الكريم، مقتضيًا لرضاه، وألاَّ يجعل العلم حجة على كاتبه في دنياه وأخراه، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل" (١) .
ولا يفوتني أنْ أشكر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على تنظيم هذه الندوة العلمية"عناية المملكة العربية السعودية بالسُّنّة والسيرة النَّبويّة" فنحن في هذا الوقت بحاجةٍ مُلِحةٍ لمثل هذه الندوات العلمية المنهجية المتخصصة لما فيها من مصالح لا تخفى.
وأسأل الله ﷾ أنْ يوفق القائمين على هذه الندوة لكل خيرٍ وصلاحٍ، وأنْ يعينهم ويسددهم بمنهِ وكرمهِ.
_________
(١) مقتبس من مقدمة العلائيّ لكتابه "نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفوائد" (ص٣٦) .
1 / 4
تمهيد
المبحث الأول: تعريف العلل لغة واصطلاحا
...
المبحثُ الأوَّلُ: تعريفُ العلل لغةً واصطلاحًا
تعريف العلل لغةً:
قَالَ ابنُ فارس: "عَلَّ: العين واللام أصولٌ ثلاثةٌ صحيحة: أحدها: تكرّر أو تكرير، والآخر: عائق يعوق، والثالث: ضعف في الشيء، فالأوَّل: العلل، وهي الشربة الثانية،...والأصل الآخر: العائق يعوق، قال الخليل: العلة حدث يشغل صاحبه عن وجهه...، والأصل الثالث: العِلةُ: المرض، وصاحبها معتل..» (١) .
واسم المفعول من أعل"مُعَلّ"، واستعمل المحدثون في كلامهم لفظة معلول، قَالَ العراقي: “والتعبير بالمعلول موجود في كلام كثير من أهل الحديث في كلام الترمذي في جامعه، وفي كلام الدارقطني، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي يعلى الخليلي، ورواه الحاكم في التاريخ، وفي علوم الحديث عن البخاري» (٢)، واستعمال البخاري نقله الترمذيُّ في العلل الكبير عن البخاريّ (٣) .
غير أنَّ كثيرًا من أهل اللغة، وبعض المحدثين انتقدوا هذا الاستعمال، قال ابن الصلاح: «ويسميه أهل الحديث المعلول، وذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: العلة والمعلول مرذول عند أهل العربية واللغة» (٤) .
_________
(١) معجم مقاييس اللغة (٤/١٢-١٤) .
(٢) التقييد والإيضاح (ص٩٧) .
(٣) العلل الكبير للترمذي (ص٢٠٦) .
(٤) علوم الحديث (ص٨١) .
1 / 5
وقال ابنُ منظور: «واستعمل أَبوإسحاق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض.... والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيرًا؛ قَالَ ابنُ سِيده: وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ؛ لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ» (١) .
إلاَّ أنّ أهل اللغة أنفسهم ليسوا متفقين على تخطئة هذا الاستعمال، قَالَ العراقيُّ-بعد نقله كلام ابن الصلاح المتقدم-: «وقد تبعه عليه الشيخ محيي الدين النوويّ فقال في مختصره: إنه لحن، واعترض عليه بأنه قد حكاه جماعة من أهل اللغة منهم قطرب فيما حكاه اللبلي، والجوهري في الصحاح، والمطرزي في المغرب» (٢)، واستعمل هذه اللفظة كبار أهل اللغة منهم:
أبو إسحاق الزجاج كما تقدم في كلام ابن منظور (٣)، وقال الفيوميُّ: «والعلة المرض الشاغل، والجمع علل مثل سدرة وسدر، وأعله الله فهو معلول قيل من النوادر التي جاءت على غير قياس وليس كذلك، فإنه من تداخل اللغتين، والأصل أعله الله فَعُلَّ فهو مَعْلُول» (٤) .
فمما تقدم من عدم اتفاق أهل اللغة على تخطئة استعمال هذه الكلمة، واستعمال كثير من الأئمة المحدثين لها نستفيد أنّها كلمة صحيحة لغويًا، وإنْ كان الأفصح استعمال كلمة مُعَلّ.
_________
(١) لسان العرب (١١/٤٧١) مادة (علّ) .
(٢) التقييد والإيضاح (ص٩٦) .
(٣) انظر: التقييد والإيضاح (ص٩٦)، فتح المغيث للسخاوي (١/٢٥٩)، توضيح الأفكار (٢/٢٥) .
(٤) المصباح المنير (ص٤٢٦) مادة (علّ) .
1 / 6
العلة والحديث المُعل في الاصطلاح:
ترد كلمة عِلة، ومعلول في لسان المحدثين على معنيين:
المعنى الأوَّل: معنى عام ويراد به الأسباب التي تقدح في صحة الحديث، المانعة من العمل به، قَالَ ابن الصلاح: "اعلم أنه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل، ولذلك نجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب، والغفلة، وسوء الحفظ ونحو ذلك من أنواع الجرح، وسمّى الترمذيُّ النسخَ علةً من علل الحديث" (١) .
وما قاله ابنُ الصلاح ظاهر ففي كتابِ العلل لابن أبي حاتم، وكتاب العلل للدارقطني أمثلةٌ كثيرةٌ تدلُ على ما قَالَ، وكذلك في تطبيقات الأئمة المتقدمين، فالعلة عندهم لها معنى واسع وشامل، بحيث تشمل ما قاله ابن الصلاح، والمعنى الخاص الآتي الذكر.
المعنى الثاني: معنى خاص، وعرّفه ابنُ الصلاح بقوله: "هو الحديث الذي اطلع فيه على علةٍ تقدحُ في صحته مع أنّ ظاهره السلامة منها" (٢)، وعرّفه ابنُ حجر بقوله: "هو حديثٌ ظاهرهُ السلامة، اطُّلِعَ فيه بعد التفتيش على قادح" (٣) .
_________
(١) علوم الحديث (ص٨٤)، وانظر: ألفية السيوطي شرح أحمد شاكر (ص٥٩-٦٠) .
(٢) علوم الحديث (ص٨١) .
(٣) فتح الباقي على ألفية العراقي (١/٢٢٦) .
1 / 7
وهذا المعنى هو مرادُ من تكلم على أهمية العلل ودقته وقلة من برز فيه، وهو المعنى الذي يتكلم عليه من كتب في علوم الحديث، وقد أشار الحاكم في كتابه"معرفة علو م الحديث" (١) إلى هذا المعنى.
وهو نوعان:
النوع الأوّل: الاختلافُ في إسنادِ الحديثِ كرَفْعهِ ووقفهِ، ووصلهِ وإرسالهِ، ونحو ذلك، أو الاختلافُ في متنِ حديثٍ كاختصار المتن، أو الإدراجِ فيه، أو تغيير المعنى ونحو ذلك، وهذا النوعُ هو الغالبُ على"علل الدارقطني".
النوع الثاني: العلةُ الغامضةُ في إسنادٍ فَرْدٍ ظاهرهُ الصحة، وهذه العلةُ الغامضةُ لا يمكن أن يوضع لها ضابط محدد؛ لأنّ لها صورًا كثيرةً ومتعددةً، وفي بعضها دقة وغموض، لا يعلمها إلاّ حذاق هذا الفن، وهذا النوع يكثر في كلام النقاد المتقدمين، وهم العمدة في الكلام عليه إذْ إنهم-في الغالب- قد باشروا مكمن العلة والخطأ بأنفسهم: تارةً بسؤال الراوي ونقده مباشرةً، وتارةً بالرحلة لجمع طرق الحديث والنظر في موضع الخطأ وغير ذلك.
وسيأتي في الفصلِ الثاني - إنْ شاءَ الله - أمثلةٌ دقيقةٌ على هذين النوعين.
_________
(١) (ص١٠٧) .
1 / 8
المبحثُ الثاني: أهميةُ علمِ العلل وشرفه وعزته، وأسبابُ ذلك
تعدَّدتْ أقوال النقادِ في بيانِ أهميةِ علم العلل وشرفهِ وعزته ودقته، فمن الأقوالِ في ذلكَ:
١- قول عبد الرحمن بن مهدي: "لأنْ أعرف علةَ حديثٍ-هو عندي- أحب إليّ من أنْ أكتب عشرين حديثًا ليسَ عندي" (١)، وقولُهُ: "إنكارُنا للحديثِ عِند الجهّال كِهانة" (٢) .
٢- وَقَالَ علي بنُ المديني: "ربما أدركتُ علةَ حديثٍ بعد أربعين سنة" (٣) .
٣- وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: "سمعتُ أبي يقول: جرى بيني وبين أبِى زرعة يومًا تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديثَ ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقلَّ من تجد من يحسنُ هذا! وربما أشك في شيء أو يتخالجنىِ شيء في حديث، فإلى أن ألتقي معكَ لا أجد من يشفيني منه، قَالَ أبي: وكذاكَ كان أمري" (٤)، وَقَالَ
_________
(١) مقدمة علل الحديث لابن أبي حاتم (١/١٠) وعنده بلفظ (أكتب حديثا ليس عندي) -، معرفة علوم الحديث (ص١٤٠)، - الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٩٤) .
(٢) علل ابن أبي حاتم (١/ ١٠) .
(٣) الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٥٧) .
(٤) تقدمة الجرح والتعديل (ص٣٥٦) .
1 / 9
٤- ابنُ أبي حاتم أيضًا: "سمعتُ أبي يقول: الذي كانَ يحسنُ صحيحَ الحديثِ من سقيمهِ وعنده تمييزُ ذلكَ ويحسنُ عللَ الحديثِ أحمدُ بنُ حنبل ويحيى بن معين وعلي بنُ المديني، وبعدهم أبو زرعه كان يحسنُ ذلكَ، قيل لأبي: فغير هؤلاء تعرف اليوم أحدًا؟ قَالَ: لا" (١) .
٥- وَقَالَ الحاكم أبو عبد الله: "ذكر النوع السابع والعشرين من علوم الحديث: هذا النوع منه معرفة علل الحديث، وهو علمٌ برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل...فإنّ معرفة علل الحديث من أجلِّ هذه العلوم" (٢) .
٦- وَقال الخطيبُ البغدادي: "معرفةُ العلل أجل أنواع علم الحديث" (٣)، وَقَالَ أيضًا: "فمن الأحاديث ما تخفى علته فلا يوقف عليها إلاّ بعد النظر الشديد، ومضي الزمن البعيد" (٤) .
٧- وَقَالَ أبو عبد الله الحميدي: "ثلاثةُ كتبٍ من علوم الحديث يجبُ الاهتمامُ بها: كتابُ العلل، وأحسنُ ما وضع فيه كتاب الدّارقُطنيّ، والثاني: كتابُ المؤتلف والمختلف، وأحسنُ ما وضع فيه الإكمال للأمير ابنِ ماكولا، وكتابُ وفيات المشايخ، وليس فيه كتابٌ (٥) " (٦) .
_________
(١) الجرح والتعديل (٢/٢٣) .
(٢) معرفة علوم الحديث (ص١٤٠، ١٤٨) .
(٣) الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٩٤) .
(٤) المرجع السابق (٢/٢٥٧) .
(٥) مراد الحميديّ بقوله: وليس فيه كتاب يريد كتابًا جامعًا وشاملًا لجميع الوفيات- بيّت ذلك ابنُ الصلاح، والذهبي-، وإلاّ فقد ألفت كتبٌ كثيرةٌ في معرفة الوفيات.
(٦) السير (١٩/ ١٢٤-١٢٥) .
1 / 10
٧- وَقال ابنُ الصلاح: «اعلم أنّ معرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلع بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب» (١) .
٨- وَقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية -عن أهل الحديث أنهم-: "يضعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط أشياء تبين لهم أنه غلط فيها بأمور يستدلون بها ويسمون هذا"علم علل الحديث" وهو من أشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه" (٢) .
٩- وَقَالَ ابن القيم: "ومعرفةُ هذا الشأنِ وعللهِ ذوقٌ ونورٌ يقذفه اللهُ في القلبِ يقطعُ به من ذاقه ولا يشك فيه، ومن ليس له هذا الذوق لا شعور له به، وهذا كنقدِ الدراهم لأربابه فيه ذوق ومعرفة ليستا لكبار العلماء، قال محمدُ بن عبد الله بن نمير: قال عبدُ الرحمن بنُ مهديّ: إنَّ معرفةَ الحديثِ إلهام، قال ابنُ نمير: صَدَقَ لو قلتَ له: مِنْ أينَ قلتَ؟ لم يكن له جواب" (٣) .
١٠- وَقَالَ العلائيُّ: "وهذا الفنُ أغمضُ أنواعِ الحديثِ، وأدقها مسلكًا، ولا يقومُ بهِ إلاّ مَنْ منحه اللهُ فهمًا غايصًا، واطلاعًا حاويًا، وإدراكًا لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ أفراد أئمة هذا الشأنِ وحذاقهم كابنِ المدينيّ، والبخاريّ، وأبي زرعة، وأبي حاتم وأمثالهم" (٤) .
_________
(١) علوم الحديث (ص٨١) .
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/٣٥٢، ٣٥٣) .
(٣) الفروسية (ص ٢٣٥) .
(٤) النكت على كتاب ابن الصلاح (٢/٧٧٧) .
1 / 11
١١- وَقَالَ ابنُ رجب: "فالجهابذةُ النقادُ العارفون بعللِ الحديثِ أفرادٌ قليلٌ من أهل الحديث جدًا، وأوَّل من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين، ثم خَلفه أيوب السختياني، وأخَذ ذلك عنه شعبةُ، وأخذ عَنْ شعبة: يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما: أحمدُ وعلى بنُ المديني وابنُ معين، وأخذ عنهم مثل: البخاريّ وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم، وكان أبو زرعةَ في زمانه يقول: قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقلّ من تجد من يحسنُ هذا، ولما ماتَ أبو زرعة قال أبو حاتم: ذَهَبَ الذي كان يحسن هذا المعنى - يعني: أبا زرعة - ما بقي بمصر ولا بالعراق واحد يحسن هذا، وقيل له بعد موت أبي زرعة: يعرف اليوم واحد يعرف هذا؟ قَالَ: لا، وجاء بعد هؤلاء جماعة منهم النسائي والعُقيلي وابن عدي والدّارقُطنيّ، وقلّ مَن جاء بعدهم مَنْ هو بارع في معرفة ذلك حتى قال أبو الفرج بن الجوزي في أول كتابه الموضوعات: قل من يفهم هذا بل عُدم، والله أعلم" (١) .
- وَقال أيضًا: "وقد ذكرنا في كتاب العلم أنه علم جليل، قلَّ من يعرفه من أهل هذا الشأن، وأنَّ بساطه قد طوي منذ أزمان" (٢) .
- وَقال أيضًا: "ذكرنا فيما تقدم في كتاب العلم شرف علم
_________
(١) جامع العلوم والحكم (ص٢٤١-٢٤٢) .
(٢) شرح علل الترمذي (٢/٤٦٧) .
1 / 12
العلل وعزته، وأنّ أهله المتحققين به أفراد يسيرة من بين الحفاظ وأهل الحديث، وقد قَالَ أبو عبد الله بن منده: إنّما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفرًا يسيرًا من كثير ممن يدعي علم الحديث" (١) .
- وَقَالَ أيضًا- بعد ذكره حديث أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ ينام وهو جنب ولا يمس ماء-: "وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على أبي إسحاق..وأمّا الفقهاء المتأخرون: فكثيرٌ منهم نظر إلى ثقةِ رجالهِ فظنَّ صحته، وهؤلاء يظنون أنَّ كلَّ حديثٍ رواه ثقة فهو صحيحٌ ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث" (٢) .
١٢- وَقال ابنُ حجر: "المُعَلَّل: وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلاّ من رزقه الله فهمًا ثاقبًا، وحفظًا واسعًا، ومعرفةً تامةً بمراتب الرواة، وملكةً قويةً بالأسانيد والمتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ القليل من أهل هذا الشأن؛ كعلي بن المديني، وأحمد ابن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة.." (٣) .
_________
(١) المرجع السابق (٢/٣٣٩) .
(٢) فتح الباري لابن رجب (١/٣٦٢-٣٦٣) .
(٣) نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر (ص٤٣)، وانظر: النكت على كتاب ابن الصلاح (٢/٧١١) .
1 / 13
وكلام الأئمة والنقاد في أهميةِ هذا العلم، وشرفهِ، وعزته ودقته كثير، ولعل ما تقدم كافٍ في بيان ذلك.
ومن خلال ما تقدم من النقول يتبين أنَّ أهمية علم العلل ترجع إلى عدة أسباب أبرزها أمران:
الأوَّل: قلةُ العلماء البارعين والمتمكنين من هذا الفن، لعدة أسباب:
١- أنَّ العلة أمر خفيّ فلا تدرك إلاّ بعد النظر الشديد، ومضي الزمن البعيد، وتقدم كلام علي بن المديني، والخطيب البغدادي في ذلك.
٢- أنَّ معرفة العلة ومأخذها يحتاج إلى دقة فهم وجودة فكر ونظر، قال ابنُ دقيق العيد- بعد أن طوّل النفس على حديث ابن عباس مرفوعًا: "إذا وقع الرجل بأهله وهي حائض فليتصدق بنصف دينار" وبيَّن علله وناقشها-: "إذا تنبهت لهذه الدقائق التي ذكرناها في هذا الحديث ظهر لك احتياج هذا الفن إلى جودة الفكر والنظر، فإنَّ الأمر ليس بالهيِّن، لا كما يظنه قوم أنه مجرد حفظ ونقل لا يحتاج إلى غيرهما فيه" (١) .
٣- الحاجة في هذا الفن إلى الحفظ الواسع، والتقصي في جمع الطرق، قال ابنُ المبارك: "إذا أردتَ أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض" (٢)، وقال علي بنُ المديني: "البابُ إذا لم تجمع طرقه لم يتبين
_________
(١) الإمام (٣/٢٦٨) .
(٢) الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٩٥-٢٩٦) .
1 / 14
خطؤه" (١)، وقال يحيى بنُ معين: "اكتب الحديث خمسين مرة، فإنّ له آفات كثيرة" (٢) .
٤- الدقة في معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف.
الثاني: أثرُ علم العلل الكبير في تصحيح الحديث وتضعيفه، ولاسيما لمَّا تنوعتْ أخطاء وأوهام الرواة وخفيتْ وغمضتْ، وسرت إلى روايات الثقات بقصد-لأسباب عديدة- وبغير قصد.
قال ابن مفوّز (٣): "..حديثُ أبي إسحاق من رواية الثوريِّ وغيره ِفأجمعَ من تقدم من المحدثين ومن تأخر منهم أنه خطأ منذ زمان أبي إسحاق إلى اليوم ... وبعض المتأخرين من الفقهاء الذين لا يعتبرون الأسانيد، ولا ينظرون الطرق يجمعون بينهما بالتأويل، فيقولون: لا يمس ماء للغسل، ولا يصح هذا، وفقهاء المحدثين وحفاظهم على ما أعلمتك" (٤) .
وقال ابن رجب: "اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين: أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم ومعرفة هذا هين؛ لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف.
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند
_________
(١) المرجع السابق (٢/٢١٢) .
(٢) المرجع السابق.
(٣) في المطبوع (ابن معوذ) وهو تصحيف، وهو محمد بن حيدرة يأتي ذكره في أئمة العلل ص٣٣.
(٤) تهذيب سنن أبي داود (١/١٥٤) .
1 / 15
الاختلاف، إمّا في الإسناد، وإمّا في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث" (١) .
تنبيه:
ربما يُفْهَم من بعضِ الأقوال المتقدمة أنّ علم العلل يحصل في القلب من فراغ بدون عمل ولا طلب، وهذا الفهم غير مراد قطعًا، لكن لمَّا كان علم العلل خفيًا ودقيقًا وبحاجةٍ إلى كثرةِ طلبٍ، وسعةِ حفظٍ، وجودةِ فكر ودقةِ نظر، وتوفيق من الله أولا وآخرًا، -وهو ما توافر لأولئك النقاد- أصبح عند من لا يحسنه نوعٌ من الكهانة والإلهام.
وهذا التوجيه يتبين من مجموع أقوالهم وأحوالهم، فمن الخطأ أخذ جزء من الكلام وبناء الأحكام عليه، فلا بدّ من ضم الكلام بعضه إلى بعض ليتضح ويتبين المراد، ومما يوضح ذلك قول أبي حاتم لمّا قَالَ له السائل: تدَّعي الغيب؟ قَالَ قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلتُ: سلْ عما قلتُ من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبوزُرْعة ... " (٢) فقول أبي حاتم" سلْ عما قلتُ من يحسن مثل ما أحسن" يدل على أنه علم يتعلم ويحسنُ معرفتَه من يأخذ بأسبابه، وكذلك قول عبد الرحمن
_________
(١) شرح علل الترمذي (٢/٦٦٣) .
(٢) تقدمة الجرح والتعديل (ص٣٤٩-٣٥١) .
1 / 16
ابن مهدي: "إنكارنا للحديث عند الجهال كهانة"، فتأملْ التعبير"بالجهال" أي ليس عندهم علم بهذا الفن.
قال المعلميُّ: "وهذه الملكة لم يُؤْتَوْها من فراغ، وإنما هي حصاد رحلة طويلة من الطلب، والسماع، والكتابة، وإحصاء أحاديث الشيوخ، وحفظ أسماء الرجال، وكناهم، وألقابهم، وأنسابهم، وبلدانهم، وتواريخ ولادة الرواة ووفياتهم، وابتدائهم في الطلب والسماع، وارتحالهم من بلد إلى آخر، وسماعهم من الشيوخ في البلدان، من سمع في كل بلد؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع؟ وكيف كتابه؟، ثم معرفة أحوال الشيوخ الذين يحدث الراوي عنهم، وبلدانهم، ووفياتهم، وأوقات تحديثهم، وعادتهم في التحديث، ومعرفة مرويات الناس عن هؤلاء الشيوخ، وعرض مرويات هذا الراوي عليها، واعتبارها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
هذا مع سعة الاطلاع على الأخبار المروية، ومعرفة سائر أحوال الرواة التفصيلية، والخبرة بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، وبمظنات الخطأ والغلط، ومداخل الخلل.
هذا مع اليقظة التامة، والفهم الثاقب، ودقيق الفطنة،..وغير ذلك" (١) .
_________
(١) النكت الجياد (١/١٠)، وانظر: مقدمة الجرح والتعديل (ب-ج)، (فتح المغيث (١/٢٧٣-٢٧٤) .
1 / 17
الفصل الأول: ذكر أئمة العلل والمصنفات فيه من بداية القرن الثاني إلى نهاية القرن التاسع
مدخل
...
الفصلُ الأول (١): ذكر أئمة العلل والمصنفات فيه من بداية القرن الثاني إلى نهاية القرن التاسع
سلكتُ في هذا الفصل الطريقة الآتية:
١- رتبتُ الأعلام حسب وفياتهم.
٢- أذكرُ اسم العَلَم كاملًا وكنيته وموطنه ومولده ووفاته ومؤلفاته في العلل –إن وُجدتْ-، فإنْ كانَ كتابهُ مطبوعًا وضعتُ حرف"ط".
٣- وفي الحاشية أذكر المرجع الذي نُصَّ فيه على معرفته بالعلل أو مؤلفاته في العلل ثم إن كانت هناك دراسة عن هذا العَلَم وجهوده في الحديث
قلتُ: وفيه مؤلف أو مؤلفات.
وكنتُ في بداية البحث أذكر كلام النقاد في وصف هذا العَلَم بمعرفة العلل، وثنائهم عليه في هذا الفن، وأبين مؤلفاته تفصيلًا ما طُبع وما لم يُطْبع، وأذكر في الحاشية الدراسات عنه وعن جهودهِ في الحديثِ، فإذا بهذا الفصل فقط يتجاوز الحدّ الأعلى المقدر لبحوث هذه الندوة -وهو ستون صفحة- فحذفت هذه المعلومات كلها واكتفيتُ بذكر المرجع الذي نصَّ على معرفته أو مؤلفاته في العلل، ولعلَ الله -بمنّهِ وفضلهِ- أنْ ييسِّر بيانها في وقتٍ آخر.
_________
(١) عُنيتُ في هذا الفصل بذكر كلِّ من وُصِفَ بمعرفةِ العللِ، أو صَنّفَ مصنفًا في العلل.
1 / 18
أولًا: أئمة علم العلل:
فمن أئمة العلل والعارفين به:
١- محمَّد بنُ سيرين، أبو بكر البصريّ (٣٣ -١١٠هـ) . (١)
٢- وأيوبُ بن أبي تَمِيمَة السَّخْتياني، أبو بكر البصريّ (٦٦ -١٣١هـ) (٢) .
٣- وشعبةُ بنُ الحجاج، أبو بسطام الواسطي ثم البصري (٨٣-١٦٠هـ) (٣) .
٤- ويحيى بنُ سعيد القطان، أبو سعيد البصريّ (١٢٠-١٩٨) (٤)، وذكر ابنُ رجب أنَّ هناك مؤلفًا في علل الحديث منقول عنه.
٥- وعبد الرحمن بن مَهْدي، أبو سعيد البصريّ (١٣٥-١٩٨هـ) (٥) .
وهما أشهر أهل زمانهما في هذا الفن، وأخذ عنهما من جاء بعدهما من أئمة هذا الشأن.
٦- ومُحمَّد بنُ إدريس الشافعيُّ المكي نزيل مصر (١٥٠- ٢٠٤هـ) (٦)، ذكر ابنُ حجر كتابه"اختلاف الحديث ط" ضمن كتب العلل.
_________
(١) شرح علل الترميذي (١/٣٣٥)، جامع العلوم والحكم (ص ٢٤١-٢٤٢) .
(٢) المرجعين السابقين.
(٣) تقدمة الجرح والتعديل (ص١٥٧)، شرح علل الترمذي (١/٤٤٨) وفيه مؤلف.
(٤) تقدمة الجرح والتعديل (ص٢٣٥)، مشاهير علماء الأمصار (ص١٦١)، السير (٩/١٧٦)، شرح علل الترمذي (٢/٨٩٢)، تسمية ما ورد به الخطيب دمشق من الكتب (ص٢٩١)، وفيه مؤلف.
(٥) تقدمة الجرح والتعديل (ص٢٣٥)، وفيه مؤلفات.
(٦) تاريخ مدينة دمشق (٥١/٣٣٥)، كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين (ص٢٤١)، آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (٢١٥)، مناقب الشافعي للبيهقي (٢/٥)، المعجم المفهرس (ص١٥٩)، وفيه مؤلفات.
1 / 19
٧- ومنصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي البغدادي (بعد١٤٠-٢١٠؟) (١) .
٨- ويحيى بن معين أبو زكريا البغداديّ (١٥٨-٢٣٣هـ) (٢)،له مصنف في"العلل"، وذكر ابنُ رجب أنَّ هناك مؤلفًا في علل الحديث منقول عن ابن معين.
٩- وعلي بن عبد الله المديني أبو الحسن البصريّ (١٦١-٢٣٤هـ) (٣)، وهو مِنْ أبرز مَنْ أظهر هذا الفن وشهره، وأكثر فيه التصنيف، وقد استفاضت شهرته بهذا الفن، قَالَ الذّهليُّ: «رأيتُ لعلي بن المديني كتابًا على ظَهره مكتوب المائة والنيف والستين من علل الحديث»، ومن الكتب التي سُمِّيتْ له في باب العلل: علل المسند، العلل كتبها عنه إسماعيل القاضي، علل حديث ابن عيينة، العلل المتفرقة، العلل رواية أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء"ط"، واختلاف الحديث.
وعن ابن المديني أخذ هذا العلم: البخاريُّ، ويعقوبُ بنُ شيبة، وأبوزُرْعة، وأبو حاتم وغيرهم من المبرزين في هذا الفن.
١٠- ومُحمَّد بن عبد الله بن نُمير أبو عبد الرحمن الكوفي (؟ -٢٣٤هـ) (٤) .
_________
(١) السير (٩/٥٦١)، تاريخ بغداد (١٣/٧٠) .
(٢) تقدمة الجرح والتعديل (ص٣١٤)، ذكر أخبار أصبهان (١/٢١٨)، شرح علل الترمذي (٢/٨٩٢)، وفيه مؤلفات.
(٣) تقدمة الجرح والتعديل (ص٣١٩)، الثقات (٨/٤٦٩)، معرفة علوم الحديث (ص٨٩)، الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٩٥، ٣٠٢)، ميزان الاعتدال (٥/١٧٠)، شرح علل الترمذي (١/٤٨٦)، هدي الساري (ص٣٤٦)، علي بن المديني ومنهجه في نقد الرجال (ص٢٦٢)، وفيه مؤلفات.
(٤) تقدمة الجرح والتعديل (ص٣٢٧)، وفيه مؤلف.
؟؟
1 / 20