وليتأله العباد ربهم تعظيمًا، ومحبة، وتوكلًا، ورغبة، ورهبة، وخوفًا، ورجاء، فيوحدوه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
فدخل الناس في دين الله أفواجًا، وأظهر الله دينه على الرغم من كيد اليهود، ومكر المنافقين، وحقد المشركين.
ولم يمت رسول الله ﷺ حتى بلغ رسالة ربه، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده: لم يترك خيرا إلا دل عليه، ولا شرا إلا حذر منه.
والتحق ﵊ بالرفيق الأعلى بعد أن ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ ١.
وقد حمل الأماجد الأوائل من المدرسة المحمدية بعد وفاة رسول الله ﷺ مشاعل النور والهدى إلى مشارق الأرض ومغاربها يبلغون رسالة ربهم، فأناروا الأرض بعبادة الله، وإبطال عبادة ما سواه. وضربوا أروع الأمثال في التضيحة والفداء.
وقد سار هؤلاء الأماجد؛ أعني بهم الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، على هذا الطريق الواضح على بصيرة من أمر دينهم؛ يرفضون الجاهلية عن علم، ويدعون إلى الله على دراية.
وقد دخل في هذا الدين من قصده الإفساد، فحالوا صرف المسلمين عن عبادة ربهم ودراسة كتابه العظيم وسنة نبيه ﷺ بشتى الخطط الماكرة، سالكين بذلك أساليب الشبهات والشهوات، ليكيدوا