164

Efforts of Sheikh Muhammad Al-Ameen Al-Shinqiti in Establishing the Creed of the Predecessors

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

Yayıncı

مكتبة العبيكان،الرياض

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩هـ/١٩٩٩م

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ١.
وهذا الموضوع؛ أعني الإشراك بالله تعالى –عياذا بالله من ذلك- من الموضوعات الخطيرة، لذلك اهتم الشيخ الأمين ﵀ ببيانه، وأطال النفس فيه جدًا؛ فقد بين ﵀ أن المشرك لا يقبل منه عمل، ولا يرجى له خلاص؛ لأنه أتى بظلم عظيم، فمن مات وهو يشرك بالله شيئًا فهو في نار جهنم خالدًا فيها؛ لأنه صرف العبادة إلى غير الخالق الرازق المعبود وحده ﷾ فقال ﵀: "إن من أشرك بالله غيره.... ومات ولم يتب من ذلك فقد وقع في هلاك لا خلاص منه بوجه، ولانجاة معه بحال" ٢.
لذلك أهاب الشيخ ﵀ بكل مسلم أن يفرق بين حقوق الله الخاصة به سبحانه، وبين حقوق خلقه، وأن يعطي كل ذي حق حقه، حتى لايقع في هذا الأمر العظيم.
وأوضح ﵀ أن أعظم الحقوق الخاصة بالله تعالى: إخلاص العبادة له وحده جل وعلا، وأخلص مايكون وأصدقه حين تحيط الشدائد والكرب بالإنسان. فمن أخلص لله فقد عرف حقه، واقتدى بنبيه ﷺ.
يقول ﵀: "اعلم أنه يجب على كل إنسان أن يميز بين حقوق الله تعالى التي هي من خصائص ربوبيته، والتي لا يجوز صرفها لغيره، وبين حقوق خلقه؛ كحق النبي ﷺ ليضع كل شيء في موضعه على ضوء ماجاء به النبي ﷺ في هذا القرآن العظيم، والسنة الصحيحة. وإذا عرفت ذلك فاعلم أن من الحقوق الخاصة بالله التي هي من خصائص ربوبيته: التجاء عبده إليه إذا دهمته الكروب ودهمته

١ سورة الكهف، الآية [١١٠] .
٢ أضواء البيان ٥/٦٩٠-٦٩١. وانظر المصدر نفسه ١/٣٩٣.

1 / 189