Irak'ta Fars Devletleri Tarihi
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Türler
ولما تم أمر عضد الدولة الدولة في «العراق» طمع في الاستيلاء على «البطيحة»، وأرسل جيشا بقيادة وزيره المطهر بن عبد الله، فهزمه الحسين بن عمران، ولما لم يكن المطهر هزم قبلا خاف سقوط منزلته عند عضد الدولة، فقتل نفسه، وعلى أثر ذلك صالح عضد الدولة أمير «البطيحة» الحسين على مال يأخذه منه كل عام.
وفي هذه السنة (367ه) اعتقل عضد الدولة أبا إسحق إبراهيم الصابي الكاتب المشهور ببغداد، وعزم على إلقائه تحت أيدي الفيلة، فشفعوا فيه ثم أطلقه سنة 371ه، وسبب ذلك هو أن إبراهيم كان كاتبا في ديوان الإنشاء ببغداد عن الخليفة وعن عز الدولة بختار بن معز الدولة، ثم تقلد ديوان الرسائل سنة 349ه، وكانت تصدر عنه رسائل إلى عضد الدولة بما يؤلمه فحقد عليه، ولما مات الصابي سنة 380ه رثاه الشريف الرضي بقصيدة بديعة أولها:
أرأيت من حملوا على الأعواد
أرأيت كيف خبا ضياء النادي
وبعد أن هدأت الأهوال شرع عضد الدولة في عمارة «بغداد»، فعمر جوامعها ومدارسها وأسواقها وجدد ما اندثر من الأنهار التي حولها، وذلك سنة 369ه، وكانت قد خربت المدينة من توالي الفتن والاضطرابات، ومن الغرق الذي أصابها مرارا أثناء اشتغال حكوماتها وأهلها في الحروب والثورات التي أشغلتهم عن تحكيم السداد وعن تعمير كل ما خرب.
وفتح عضد الدولة صدره للعماء وناظرهم في المسائل وأكرمهم وشجعهم على نشر العلوم والفنون، ورغب الناس في الاشتغال بذلك ونشطهم على توسيع نطاق الزراعة والتجارة، فزهت «بغداد» في أيامه وتوفرت فيها الأموال وامتلأ بيت المال، وقصدها جماعات من رجال العلم صنفوا له كتبا عديدة في علوم مختلفة، فاشتهر ببغداد في أيامه جماعة من العلماء والحكماء والأدباء والأطباء وغيرهم، وبنى في سنة 371ه مارستانا كبيرا على طرف الجسر في الجانب الغربي من «بغداد»، نقل إليه كل ما يلزم له من الأدوية والآلات، ورتب له 24 طبيبا، وفيهم الجراحون والكحالون والمجبرون، وممن كان يدرس صناعة الطب فيه الطبيب إبراهيم بن بكس، وكان رئيس هذا المارستان الشيخ أبو منصور صاعد بن بشر الطبيب، وهو أول من عالج الأمراض التي كانت تعالج بالأدوية الحارة وبالأدوية الباردة، ولما نجح في عمله عين رئيسا لهذا المارستان، وكان يسمى «المارستان العضدي»، وهو مدرسة للطب ومستشفى معا.
وفي هذه السنة 371ه أرسل عضد الدولة من «بغداد» القاضي أبا محمد بن الطيب الأشعري المعروف ب «ابن الباقلاني» سفيرا إلى قيصر الروم قسطنطين التاسع، فسافر ابن الباقلاني إلى «القسطنطينية» يحمل جواب رسالة وردت على عضد الدولة من القيصر في مسألة أدبية، وكان ابن الباقلاني هذا من أكبر رجال العلم والأدب في «العراق».
وأراد عضد الدولة أن تكون الخلافة في ولد لهم فيه نسب، فحمل الطائع على أن يتزوج بابنته، فتزوجها على صداق مائة ألف دينار، فجمع الخليفة بهذا الزواج بين بنت عضد الدولة وبنت عز الدولة التي تزوجها قبلا على مثل ذلك الصداق.
وتوفي عضد الدولة ب «بغداد» سنة 373ه بعد أن اتسع ملكه، فحمل نعشه إلى مشهد الإمام علي، وكان عاقلا فاضلا حسن السيرة والسياسة والتدبير محبا للعلوم والفنون والعمران، سعدت في أيامه بلاد «العراق»، وعاش العراقيون تحت راية عدله بهناء وسلام، وهو أول من ضرب الطبل على بابه، وأول من عقد له الخليفة لواءين، وأول من تسمى ب «ملك» في الإسلام.
وقد اشتهر عضد الدولة شهرة فائقة وملك بلادا كثيرة عدا «العراق»؛ لأن عمه أبا الحسن علي الملقب «عماد الدولة»، الذي هو زعيم هذا البيت ومؤسس دولتهم، كان قد تبناه لعدم وجود ولد له، وأحضره عنده وأكرمه وأجلسه على سرير المملكة وأمر الجنود بطاعته، وعهد إليه بالملك على «فارس» بعده، فلما توفي سنة 338ه استولى عضد الدولة على بلاد «فارس»، ثم استولى بعد قليل على «كرمان» سنة 357ه، وأقطعها لولده أبي الفوارس، ولما مات أبوه ركن الدولة 366ه استولى على ممالكه أيضا، ثم حدثت بينه وبين ابن عمه عز الدولة بختيار وحشة كما تقدم، فاستولى على «العراق» 367ه ثم حمل في السنة نفسها على «الموصل» وما يتبعها من البلاد التي كانت لبني حمدان، فاستولى عليها أيضا، ثم وقعت بينه وبين إخوته وحشة فاستولى على أكثر ما بأيديهم من البلاد حتى عظم أمره. ومن وزرائه الصاحب بن عباد الأديب الشهير، وكان مؤدب عضد الدولة العلامة أبو الفضل محمد بن العميد الملقب بالأستاذ، المتوفى سنة 360ه. (5) صمصام الدولة 373-377ه
Bilinmeyen sayfa