128

İlimlerin Düzeni

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Yayıncı

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Baskı Numarası

الأولى، 1421هـ - 2000م

الانتباه: زجر الحق للعبد على طريق العناية ليتخلص من المكاره والضلال والعصيان والوبال.

الآنية: التحقق وتحقق الوجود العيني من حيث رتبته الذاتية.

الإنسان: نوع من أنواع العالم وجمعه الناس وأصله وكنهه معلوم على من أتى الله بقلب سليم أنه أشرف المخلوقات وثمرة شجرة الوجود والمجودات ولله در الشاعر.

(سر وجود ذات بإنسان رسيد وماند ... جون وحي آسمان كه بقرآن رسيد وماند)

ولكن أصل لفظ الناس الأناس فخفف بحذف الهمزة وعوضت اللام عنها لكنها غير لازمة. ولهذا يقال في سعة الكلام ناس. وقال قوم أصله انسيان على افعلان فحذفت الياء استخفافا لكثرة ما يجري على الألسنة. واستدلوا عليه بقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه إنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي. والإنسان يطلق على المذكر والمؤنث وربما يطلق للأنثى إنسانة وقد جاء في قول الشاعر:

(لقد كستني في الهوى ... ملابس الصب الغزل)

(إنسانة فتانة ... بدر الدجى منها خجل)

(إذا زنت عيني بها ... فبالدموع تغتسل)

وفي تحقيق الإنسان تفصيل وتدقيق وتحقيق في المطولات وما يذكر ها هنا نبذ منها. فاعلم أن للإنسان إطلاق مشهورين عند العوام وإطلاق لدى الخواص.

الأول إطلاقه على الأشخاص المعينة الموجودة في الأعيان كزيد وعمرو وغير ذلك مما يشاركهما في النوع ولفظ الإنسان بهذا المعنى مشهور بين القوم وهم لا يعلمون من الإنسان سوى هذا وطريق معرفة كل واحد من تلك الأشخاص على ما هو عليه في الخارج إنما هو الإحساس إذ به يمتاز كل من أشخاصه عن كل ما عداه امتيازا تاما بحيث لا يلتبس بغيره أصلا ولا يلزم من معرفة شخص منها معرفة شخص آخر منها ولهذا لا يجري الكسب والاكتساب في الأشخاص أي الجزئيات الحقيقية كما هو المشهور. والسر فيه أن لكل واحد منها حقيقة شخصية مباينة لحقيقة غيره في الذهن والخارج وهذا مراد الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله مما قال إن لكل واحد من أفراد الإنسان حقيقة على حدة وإن وجود كل واحد منها عين حقيقته يعني أنه أراد بالحقيقة الوجود الخاص لكل شخص من تلك الأشخاص والإنسان بهذا المعنى يوصف

Sayfa 134