Postmodernitenin Yolları
دروب ما بعد الحداثة
Türler
Der Wille zur Wissen ؛ فليست المشكلة عند نيتشه متعلقة بالبحث عن الحقيقة أو محاولة الكشف عنها؛ لأن الحقيقة نفسها كلمة مضللة، فهي تنفي الاختلاف الذي هو من صميم الحياة. والمشكلة، وفقا لنيتشه، أنه لم يتوقف فيلسوف من قبل للتساؤل عن كنه الحقيقة، بل كانت كل الأسئلة متمحورة حول كيفية بلوغها أو شروط إمكانها. كل الفلسفات اعتبرت أن مسألة الحقيقة ليست في حاجة إلى ما يبررها «اسألوا أقدم الفلسفات وأحدثها عن هذه المسألة تجدوا أنه ليس هناك من فلسفة واحدة تعي أن إرادة الحقيقة بالذات تحتاج إلى تبرير.»
34
بل وأكثر من ذلك، غدت مسألة الحقيقة هي المنطلق والأساس الذي تتأسس عليه كل فلسفة، وبالتالي أصبحت الحقيقة «صنما أو إلها يقدسه الفكر باحثا عن كل سبيل لبلوغه.»
35
في مقابل هذا الفهم، ينظر نيتشه للحقيقة على أنها حشد من الاستعارات والكنايات التي تكونت عبر التاريخ، وتم التعامل معها بعد ذلك بوصفها بديهيات أو حقائق؛ «فالحقائق أوهام نسينا أنها كذلك.»
36
وبالتالي فالعقل هو أكبر منتج للأوهام. من هنا يعلن نيتشه في «أفول الأصنام» الحرب على كل الأصنام التي رسختها الفلسفة من قبله استنادا إلى قوانين العقل، التي هي في صميمها محض تلفيق.
كان طبيعيا أن يلجأ نيتشه إلى الفن بوصفه الميدان البديل الذي تغيب عنه مفاهيم الحقيقة والعقل والضرورة، وبوصفه منتجا للزيف والوهم، وقد قام نيتشه بنقل مفهوم الوهم من الميتافيزيقا إلى الفن ليتحول إلى مفهوم جمالي؛ «فالفن والوهم مفهومان مرتبطان يشكلان وحدة ينبثق داخلها معنى جديد للحياة؛ حيث يتم التزاوج بين الفكر والحياة داخل أحضان الجمالي؛ فالفن والوهم إمكانية جديدة للحياة.»
37
وقد تابع فلاسفة ما بعد الحداثة تلك المقولات النيتشوية وأعادوا تفعيلها وتطبيقها على ظواهر مختلفة؛ فقد تابع دولوز، على سبيل المثال، نيتشه في نفيه لوجود حقيقة متعالية، وفي رفضه للتقسيم الأفلاطوني للعالم إلى ظاهر ومتعال، كما مضى بمحاولة نيتشه «قلب الأفلاطونية» إلى نهايتها. كما أن تصور دولوز للعالم الذي تحكمه الصيرورة والعود الأبدي ... الاختلاف والتكرار، مستمد في مجمله من فلسفة نيتشه. أما بالنسبة للفن، فقد اعتبره دولوز، مثل نيتشه، أرقى قوة للزائف؛ إذ هو «يعظم الحياة بوصفه خطأ، ويقدس الكذب ويجعل من إرادة الخداع مثلا أعلى.»
Bilinmeyen sayfa