Postmodernitenin Yolları
دروب ما بعد الحداثة
Türler
ومن نفس المنطلق يرى دريدا «أن تفسيراته لنصوص أفلاطون وروسو وماركس وهيدجر هو نوع من الوفاء لهم. لكنه يتصور الوفاء، لا بوصفه عرضا مخلصا لما كانوا يريدون قوله - فهذا في رأيه مجرد مساهمة في عملية دفن الموتى، إنما الوفاء الحقيقي يكون في المساءلة النقدية لما قدموه.»
43
وفي نفس السياق يقول فوكو: «إننا لا نخرج عن الفلسفة ببقائنا داخلها، لا، بل بمعارضتها بنوع من الاندهاش، كاندهاش نيتشه من الفلسفة السابقة عليه.»
44
والواقع أن الإنتاج الفكري لفلاسفة ما بعد الحداثة يؤكد أن هذه الأخيرة لحظة من لحظات المشروع الحداثي، ربما تكون لحظة قلق واضطراب وشك، لكنها استمرار بصورة أو بأخرى للمشروع الحداثي. لحظة شك داخل الإطار وليست انقلابا عليه وعودة إلى الوراء، إحساس أكبر بواقع متأزم، لحظة استشعرها نيتشه وفلاسفة النظرية النقدية من قبل. لكنها لحظة يتبعها إعادة البناء وتغيير المفاهيم. لذلك فنحن - في رأيي - لا نستطيع أن نصف ما بعد الحداثة بأنها عودة إلى الوراء ونكوص للخلف وهدم للإرث العقلاني الحداثي، إنها فقط رد فعل مثلما كانت الحداثة رد فعل. ليست ما بعد الحداثة نهاية للوعي الأوروبي - كما ذهب البعض، إنما هي فقط لحظة شك وإعادة مساءلة للتراث الحداثي. •••
استخلاصا مما سبق يمكن تحديد بعض السمات العامة لاتجاه ما بعد الحداثة،
45
وتختلف السمات عن القيم والمبادئ؛ إذ السمات تعبر عن الشكل الخارجي (المظهر)، في حين تكشف القيم والمبادئ عن الأسس الداخلية التي تنبني عليها الظاهرة: (أ) انفتاح الإطار النظري
ليس لدراسات ما بعد الحداثة إطار نظري ثابت؛ فالمفكر ما بعد الحداثي يرى الحياة موقفية، متشظية، سائلة، انطباعية ... ولذا لم يطور ما بعد الحداثيين نموذجا معرفيا أساسيا يصلح بعد ذلك للتطوير في اتجاه نظرية متكاملة؛ فالنظرية في عرفهم مجرد خطاب لحيازة القوة في فضاء اجتماعي. من هنا اهتمام فلاسفة ما بعد الحداثة باللغة، واحتفاؤهم بالنص. سيولي فوكو اهتماما خاصا بالخطاب، وسيقوم بتحليل البنى الخطابية التي كانت سائدة منذ القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، من خلال منهج وصفي يكشف عن نمط وجود الخطاب وكيفية تجليه وما يترتب عليه من آثار. وستمثل فكرة الأسلوب في علاقته بالمفهوم والمعنى مكانة هامة في أعمال جيل دولوز. كما يتخذ ليوتار من مقولة فتجنشتاين
Wittgenstein
Bilinmeyen sayfa