131

Dalıcıların Yanılgıları Hakkında Inci

درة الغواص في أوهام الخواص

Araştırmacı

عرفات مطرجي

Yayıncı

مؤسسة الكتب الثقافية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Yayın Yeri

بيروت

يطْلب المَاء، والهارب الَّذِي يصدر عَنهُ.
[١٠٦] وَيَقُولُونَ: أبنت بِكَسْر الْبَاء مَعَ همزَة الْوَصْل، وَهُوَ من أقبح أوهامهم وأفحش لحن فِي كَلَامهم لِأَن همزَة الْوَصْل لَا تدخل على متحرك، وَإِنَّمَا اجتلبت للساكن ليتوصل بإدخالها عَلَيْهِ إِلَى افْتِتَاح النُّطْق بِهِ، وَالصَّوَاب أَن يُقَال فِيهَا: ابْنة أَو بنت، لِأَن الْعَرَب نطقت فِيهَا بِهَاتَيْنِ الصيغتين، فَمن قَالَ: ابْنة صاغها على لَفْظَة ابْن ثمَّ ألحق بهَا هَاء التَّأْنِيث الَّتِي تسمى الْهَاء الفارقة، وَتصير فِي الْوَصْل تَاء، وَمن قَالَ فِيهَا: بنت أَنْشَأَهَا نشأة مؤتنفة، وصاغها صِيغَة مُفْردَة، وبناها على وزن جذع المتحرك أَوله، فاستغنى بحركة بائها على اجتلاب الْهمزَة لَهَا وإدخالها عَلَيْهَا، وَهَذِه التَّاء المتطرفة فِي بنت وَفِي أُخْت أَيْضا هِيَ تَاء أَصْلِيَّة تثبت فِي الْوَصْل وَالْوَقْف، وَلَيْسَت للتأنيث على الْحَقِيقَة، لِأَن تَاء التَّأْنِيث يكون مَا قبلهَا مَفْتُوحًا، كالميم فِي فَاطِمَة وَالرَّاء فِي شَجَرَة، إِلَّا أَن تكون ألفا كالألف فِي قطاة وقناة
وَلما كَانَ مَا قبل التَّاء فِي بنت وَأُخْت سَاكِنا وَلَيْسَ بِأَلف دلّ على أَن التَّاء فِيهَا أَصْلِيَّة.
وَأكْثر اللغتين فيهمَا اسْتِعْمَالا ابْنة، وَبِه نطق الْقُرْآن فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَرْيَم ابْنة عمرَان﴾، وَفِي قَوْله سُبْحَانَهُ إِخْبَارًا عَن خطاب شُعَيْب لمُوسَى

1 / 139