96

فصل في ذكر الإسراء والمعراج

روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرئيل بالبراق فحمله (عليه السلام) عليه بين يديه ثم جعل يسير به، فإذا بلغ مكانا متطأطئا طالت يداه وقصرت رجلاه، واذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداه وطالت رجلاه حتى يستوى، ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه: يا محمد الى الطريق الى الطريق، فقال له جبرئيل (عليه السلام): امض لا تكلمه. ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فجعل ينادي: يا محمد الى الطريق، فقال له جبريل: امض لا تكلمه، ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة.

فقال له جبرئيل: هل تدري ما الرجل الذي دعاك عن يمين الطريق؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا. قال: تلك اليهود دعتك الى دينها.

ثم قال: هل تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق؟ قال: لا. قال:

تلك النصارى دعتك الى دينها.

ثم قال: هل تدري ما المرأة الحسناء؟ قال: لا. قال: تلك الدنيا تدعوك الى نفسها.

ثم انطلقا حتى أتيا البيت المقدس فإذا بنفر جلوس، فقال له جبريل حين أبصروه: مرحبا بمحمد النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا في النفر الجلوس شيخ، فقال محمد:

من هذا يا جبريل؟ قال: هذا ابوك إبراهيم (عليه السلام)، ثم سأله عن آخر فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى (عليه السلام)، ثم سأله عن آخر فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال:

هذا عيسى (عليه السلام).

ثم اقيمت الصلاة تدافعوا حتى قدموا محمدا (صلى الله عليه وآله) فصلى بهم. ثم اتي بإناءين فاختار محمد اللبن، فقال له جبرئيل: أصبت الفطرة.

فقام ثم جاء فقال له جبرئيل (عليه السلام): ما ذا صنعت؟ قال: فرض علي خمسون صلاة قال له موسى (عليه السلام): ارجع الى ربك فاسأله التخفيف لامتك فإن أمتك لا تطيق

Sayfa 99