47

وقيل: إنما سموا الحمس بالكعبة لأنها حمسا حجرها أبيض يضرب الى السواد.

ولم يكن التحمس حلفا ولكن دينا شرعته قريش، وكانوا لا يسألون سمنا ولا نساؤهم، ولا يطبخون اقطا، ولا يلبسون شعرا ولا صوفا ولا وبرا، ولا يلجون بيوتا من شعر ولا صوف ولا وبر، ولا يقفون بعرفة مع الناس في الحل، وإنما يقفون بالحرم ويقولون لا ينبغي لأهل الحرم أن يقفوا إلا فيه.

تفسير المطيبين:

وقريش سادة المطيبين، وكان السبب في هذه الحلف أنه كانت السقاية في بني عبد المطلب، وكانت الرئاسة في بني عبد مناف كلهم، وكانت الرفادة- وهي شيء، كانت تترافد به قريش في الجاهلية، تخرج فيما بينها مالا تشتري به للحاج طعاما وزبيبا للنبيذ- في بني أسد بن عبد العزى، واللواء والحجابة في بني عبد الدار.

فأراد بنو عبد مناف أن يأخذوا ما في يد بني عبد الدار فمشوا الى بني سهم فحالفوهم وقالوا تمنعونا من بني عبد مناف، فلما رأت ذلك البيضاء بنت عبد المطلب وهي أم حكيم عمدت الى جفنة فملأتها خلوقا (1) ثم وضعتها في الحجر وقالت: من يطيب بهذا فهو منا. فتطيب بنو عبد مناف وأسد وزهرة وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر، فسموا بذلك المطيبين.

ولما سمعت بنو سهم بذلك نحرت جزورا وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه فهو منا. فأدخلت أيديها بنو سهم وبنو عبد الدار وبنو جمح وبنو عدي وبنو مخزوم، فلما فعلوا ذلك وقع الشر بينهم، ثم اشفقوا من الفرقة فتراجعوا وتحاجزوا.

تفسير قريش البطاح وقريش الظواهر:

كانت مكارم قريش كلها لقصي بن كلاب: الحجابة والرفادة والندوة واللواء

Sayfa 50