201

ولكنه من هاشم في صميمها

إلى بحر فوق البحور صوافي

وإن غضبت منه قريش فقل لها

بني هاشم عمنا ما هاشم بضعاف

فما بال ما يغشون منا ظلامة

وما بال أرحام هناك جواف

فما قومنا بالقوم يغشون ظلمنا

وما نحن فيما ساءهم بخفاف

ولكننا أهل الحفائط والنهى

وعز ببطحاء الحطائم وافي (1)

ولما اجتمعت قريش على ادخال بني هاشم وبني عبد المطلب شعب أبي طالب اكتتبوا بينهم صحيفة، فدخل الشعب مؤمن هاشم والمطلب وكافرهم، ما خلا أبا لهب وأبا سفيان بن الحارث، فبقي القوم في الشعب ثلاث سنين، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه ونامت العيون جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع عليا مكان رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال علي (عليه السلام) ذات ليلة: يا أبتاه إني مقتول. فقال أبو طالب:

اصطبر يا علي فالصبر أحجى

كل حي مصيره لشعوب

قد بذلناك والبلاء عسير

لفدا النجيب وابن النجيب

لفداء الأعز ذي الحسب الثاقب

والباع والفناء الرحيب

إن تصبك المنون فالنبل تترى

فمصيب منها وغير مصيب

كل حي وان تملأ عيشا

آخذ من سهامها بذنوب (2)

الطبري والبلاذري والضحاك: لما رأت قريش حمية قومه وذب عمه أبو طالب عنه جاءوا إليه وقالوا: جئناك بفتى قريش جمالا وشهامة عمارة بن الوليد ندفعه إليك يكون نصره وميراثه لك، ومع ذلك من عندنا مال عد، وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا فنقتله.

فقال: والله ما أنصفتموني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وتأخذون ابني تقتلونه!

Sayfa 206