20

وأمرتهم بعبادتك، لا حاجة منك إليهم، في كلام له.

ثم أمر بضرب القداح وقال: اللهم إليك أسلمتهم، ولك أعطيتهم، فخذ من اخترت منهم فإني راض بما حكمت، وهب لي أصغرهم سنا فإنه أضعفهم ركنا.

ثم أنشأ يقول:

يا رب لا تخرج عليه قدحي

واجعل له واقية من ذبحي

فخرج السهم على عبد الله. فأخذ عبد المطلب الشفرة وأتى عبد الله حتى أضجعه في الكعبة وقال:

هذا بني قد اريد نحره

والله لا يقدر شيء قدره

فإن يؤخره يقبل عذره ثم هم بذبحه، فأمسك أبو طالب يده وقال:

كلا ورب البيت ذي الأنصاب

ما ذبح عبد الله بالتلعاب (1)

ثم قال: اللهم اجعلني فديته وهب لي ذبحته، وقال:

خذها إليك هدية يا خالقي

روحي وأنت مليك هذا الخافق

وعاونه أخواله من بني مخزوم، وقال بعضهم:

يا عجبا من فعل عبد المطلب

وذبحه ابنا كتمثال الذهب

فأشاروا عليه بكاهنة بني سعد، فخرج في ثمانمائة رجل وهو يقول:

تعاورني هم فضقت به ذرعا

ولم استطع مما تجللني دفعا

نذرت ونذر المرء دين ملازم

وما للفتى مما قضى ربه منعا

وعاهدته عشرا فلما تكملوا

اقرب منهم واحدا ماله رجعا

فأكملهم عشرا فلما هممت أن

أفي بذاك النذر ثار له جمعا

يصدونني عن أمر ربي وأنني

سأرضيه مشكورا ليكسبني نفعا

فلما دخلوا عليها قال:

يا رب اني فاعل لما ترد

إن شئت ألهمت الصواب والرشد

Sayfa 23