223

Durar

الدرر في اختصار المغازي والسير

Araştırmacı

الدكتور شوقي ضيف

Yayıncı

دار المعارف

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ

Yayın Yeri

القاهرة

بَاب فِي قسْمَة غَنَائِم ١ حنين وَمَا جرى فِيهَا ثمَّ انْصَرف رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْجِعِرَّانَة: مَوضِع قريب من حنين. وَكَانَ قد اسْتَأْنَى٢ بقسمة الْغَنَائِم رَجَاء أَن يسلمُوا ويرجعوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا قسمت الْغَنَائِم هُنَالك أَتَاهُ وَفد هوَازن مُسلمين راغبين فِي الْعَطف عَلَيْهِم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم، فَقَالَ لَهُم: "قد كنت اسْتَأْنَيْت بكم وَقد وَقعت المقاسم، وَعِنْدِي مَا ترَوْنَ ٣ فَاخْتَارُوا: إِمَّا ذَرَارِيكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ وَإِمَّا أَمْوَالكُم" فَاخْتَارُوا الْعِيَال والذرية وَقَالُوا: لَا نعدل بالأنساب شَيْئا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِذا صليت الظّهْر فتكلموا واطلبوا حَتَّى أكلم النَّاس فِي أَمركُم". فَلَمَّا صلى الظّهْر تكلمُوا، وَقَالُوا: نستشفع برَسُول اللَّهِ ﷺ على الْمُسلمين. فَقَالَ النَّبِي ﵇: "أما مَا كَانَ لي ولبني عَبْد الْمطلب وَبني هَاشم فَهُوَ لكم" وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار: أما مَا كَانَ لنا فَهُوَ لرَسُول اللَّه ﵇، وَامْتنع الْأَقْرَع بْن حَابِس وعيينة بْن حصن فِي قومهما٤ أَن يردوا عَلَيْهِمَا شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُم فِي سِهَامهمْ. وَامْتنع الْعَبَّاس بْن مرداس السّلمِيّ وطمع أَن يساعده قومه كَمَا ساعد الْأَقْرَع بْن حَابِس وعيينة قومهما فَأَبت بَنو سليم وَقَالُوا: بلَى مَا كَانَ لنا فَهُوَ لرَسُول اللَّه ﷺ، فَقَالَ رَسُول اللَّه ﵇: "من ضن مِنْكُم بِمَا فِي يَدَيْهِ فَإنَّا نعوضه مِنْهُ". فَرد عَلَيْهِم رَسُول اللَّه ﷺ نِسَاءَهُمْ وأبناءهم وَعوض من لم تطب نَفسه بترك نصِيبه أعواضا رَضوا بهَا. وَكَانَ عدد سبي هوَازن سِتَّة آلَاف إِنْسَان فيهم الشيماء أُخْت

١ انْظُر فِي غَنَائِم حنين وعطايا الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم ابْن هِشَام ٤/ ١٣٠ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص١١٠ والطبري ٣/ ٨٦ وَابْن حزم ص٢٤٥ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ١٩٣ وَابْن كثير ٤/ ٣٥٢ والنويري ١٧/ ٣٣٩. ٢ استأنى: انْتظر. ٣ مَا ترَوْنَ: أَي مَا سأعرضه عَلَيْكُم. ٤ قوم الْأَقْرَع: تَمِيم، وَقوم عُيَيْنَة: فَزَارَة.

1 / 230