189

Durar

الدرر في اختصار المغازي والسير

Araştırmacı

الدكتور شوقي ضيف

Yayıncı

دار المعارف

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ

Yayın Yeri

القاهرة

غَزْوَة ١ خَيْبَر وَأقَام رَسُول اللَّه ﷺ بعد رُجُوعه من الْحُدَيْبِيَة ذَا الْحجَّة وَبَعض الْمحرم وَخرج فِي بَقِيَّة مِنْهُ غازيا إِلَى خَيْبَر، وَلم يبْق من السّنة السَّادِسَة من الْهِجْرَة إِلَّا شهر وَأَيَّام، واستخلف على الْمَدِينَة نميلَة٢ بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ. وَذكر مُوسَى بْن عقبَة، قَالَ: لما قدم رَسُول اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَة مُنْصَرفه من الْحُدَيْبِيَة مكث عشْرين يَوْمًا أَو قَرِيبا٣ مِنْهَا ثمَّ خرج غازيا إِلَى خَيْبَر، وَكَانَ اللَّه ﷿ وعده إِيَّاهَا وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية. قَالَ أَبُو عمر: قَالَ اللَّه ﷿ فِي أهل الْحُدَيْبِيَة: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا، وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما﴾ . فَلم يخْتَلف الْعلمَاء فِي أَنَّهَا الْبيعَة بِالْحُدَيْبِية. قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَتَادَة وَعِكْرِمَة وَغَيرهم: كَانَت الشَّجَرَة سَمُرَة٤ كَانَت الْحُدَيْبِيَة. وَعلم مَا فِي قُلُوبهم من الرِّضَا بِأَمْر الْبيعَة على أَن لَا يَفروا واطمأنت بذلك نُفُوسهم. ﴿وأثابهم فتحا قَرِيبا﴾: خَيْبَر، وَوَعدهمْ الْمَغَانِم فِيهَا ﴿ومغانم كَثِيرَة يأخذونها﴾ . وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس وَمُجاهد فِي قَوْله: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِم كَثِيرَة﴾ أَنَّهَا الْمَغَانِم الَّتِي تكون إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَقَالُوا فِي قَوْله:

١ انْظُر فِي غَزْوَة خَيْبَر ابْن هِشَام ٣/ ٣٤٢ والواقدي ٣٨٩ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٧٧ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٩ وَالْبُخَارِيّ ٥/ ١٣٠ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ١٢/ ١٦٣ والطبري ٣/ ٥ وَابْن حزم ص٢١١ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ١٣٠ وَابْن كثير ٤/ ١٨١ والنويري ١٧/ ٢٤٨. ٢ وَفِي رِوَايَة: سِبَاع بن عرفطة. ٣ هَكَذَا فِي ر وَفِي الأَصْل: وقريبا. ٤ السمرَة: شَجَرَة الطلح.

1 / 196