Durar
الدرر في اختصار المغازي والسير
Araştırmacı
الدكتور شوقي ضيف
Yayıncı
دار المعارف
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٠٣ هـ
Yayın Yeri
القاهرة
وجميعهم نَحْو ألف وَأَرْبَعمِائَة، وَقيل ألف وَخَمْسمِائة١.
وسَاق مَعَه الْهَدْي٢، وَأحرم رَسُول اللَّهِ ﷺ، بِعُمْرَة٣ ليعلم النَّاس أَنه لم يخرج لِحَرْب٤ فَلَمَّا بلغ خُرُوجه قُريْشًا خرج جمعهم صَادِّينَ لرَسُول اللَّهِ ﷺ عَن الْمَسْجِد الْحَرَام وَدخُول مَكَّة وَأَنه إِن قَاتلهم قَاتلُوا دون ذَلِك، وَقدمُوا خَالِد٥ بْن الْوَلِيد فِي خيل إِلَى كرَاع٦ الغميم، فورد الْخَبَر بذلك إِلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ وَهُوَ بعسفان٧، فسلك طَرِيقا يخرج مِنْهُ فِي ظُهُورهمْ٨ وَخرج إِلَى الْحُدَيْبِيَة من أَسْفَل مَكَّة، وَكَانَ دَلِيله فِيهِ رجلا من أسلم فَلَمَّا بلغ ذَلِك خيل قُرَيْش الَّتِي مَعَ خَالِد جرت إِلَى قُرَيْش تعلمهمْ بذلك.
وَلما وصل رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْحُدَيْبِيَة بَركت نَاقَته ﷺ، فَقَالَ النَّاس: خَلأَتْ٩ خَلأَتْ، فَقَالَ النَّبِي ﵇: "مَا خلأت، وَمَا هُوَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِن حَبسهَا حَابِس ١٠ الْفِيل عَن مَكَّة، لَا تَدعُونِي قُرَيْش الْيَوْم إِلَى خطة يسألونني فِيهَا صلَة رحم إِلَّا أَعطيتهم إِيَّاهَا"، ثمَّ نزل ﷺ هُنَالك، فَقيل: يَا رَسُول اللَّه لَيْسَ بِهَذَا الْوَادي مَاء، فَأخْرج ﵇ سَهْما من كِنَانَته، فَأعْطَاهُ رجلا من أَصْحَابه، فَنزل فِي قليب١١ من تِلْكَ الْقلب، فغرزه فِي جَوْفه، فَجَاشَ المَاء الرواء١٢ حَتَّى كفى جَمِيع أهل الْجَيْش. وَقيل إِن الَّذِي نزل بِالسَّهْمِ فِي القليب نَاجِية بْن جُنْدُب بْن عُمَيْر الْأَسْلَمِيّ وَهُوَ سائق بدن١٣ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمئِذٍ، وَقيل: نزل بِالسَّهْمِ فِي القليب الْبَراء بْن عَازِب.
١ وَقيل: سَبْعمِائة، وَقيل: ألف وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعِشْرُونَ، وَقيل: ألف وثلاثمائة. ٢ الْهَدْي: هدي الْكَعْبَة، هُوَ مَا يضحى بِهِ عِنْدهَا، وَيُقَال أَنه كَانَ سبعين نَاقَة. ٣ وَاضح أَنه أحرم بِالْعُمْرَةِ فِي ذِي الحليفة. مِيقَات أهل الْمَدِينَة. ٤ إِنَّمَا خرج زَائِرًا للكعبة ومعظما. ٥ وَيُقَال: بل قدمُوا عِكْرِمَة بن أبي جهل. ٦ كرَاع الغميم: مَوضِع بَين رابغ والجحفة فِي اتجاه الْمَدِينَة. ٧ عسفان: قَرْيَة بن الْمَدِينَة وَمَكَّة. ٨ يُقَال: سلك بهم طَرِيقا وعرا شَدِيد الوعورة. ٩ خلأت: حرنت. ١٠ أَي الله ﷻ. ١١ قليب: بِئْر. ١٢ المَاء الرواء: المَاء العذب السائغ. ١٣ الْبدن: جمع بَدَنَة وهى النَّاقة تنحر بِمَكَّة.
1 / 192