161

Durar

الدرر في اختصار المغازي والسير

Araştırmacı

الدكتور شوقي ضيف

Yayıncı

دار المعارف

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ

Yayın Yeri

القاهرة

غَزْوَة ١ بدر الثَّالِثَة وَكَانَ أَبُو سُفْيَان يَوْم أحد قد نَادَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: موعدنا مَعكُمْ بدر فِي الْعَام الْمقبل. فَأمر رَسُول اللَّه ﷺ بعض أَصْحَابه أَن يجِيبه بنعم. وَأقَام رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُنْصَرَفَهُ من ذَات الرّقاع بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّة جُمَادَى الأولى وجمادى الْآخِرَة ورجبا. ثمَّ خرج فِي شعْبَان من السّنة الرَّابِعَة لِلْمِيعَادِ الْمَذْكُور، وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة عَبْد اللَّهِ٢ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي [بْن] سلول. ثمَّ نَهَضَ حَتَّى أَتَى بَدْرًا، فَأَقَامَ هُنَاكَ ثَمَان لَيَال. وَخرج أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب فِي أهل مَكَّة حَتَّى بلغ عسفان٣، ثمَّ انْصَرف، وَاعْتذر هُوَ وَأَصْحَابه بِأَن الْعَام عَام جَدب. غَزْوَة ٤ دومة الجندل وَانْصَرف رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْمَدِينَة، فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن انْسَلَخَ ذُو الْحجَّة من السّنة الرَّابِعَة من الْهِجْرَة، ثمَّ غزا ﵇ دومة٥ الجندل فِي ربيع الأول، وَذَلِكَ أول السّنة الْخَامِسَة من احتلاله الْمَدِينَة. وَاسْتعْمل على الْمَدِينَة سِبَاع بْن عرفطة. وَانْصَرف ﵇ من طَرِيقه٦ قبل أَن يبلغ دومة الجندل. وَلم يلق حَربًا.

١ انْظُر هَذِه الْغَزْوَة فِي ابْن هِشَام ٣/ ٢٢٠ وَابْن سعد ج٢ ق ١ ص٤٢ وانساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٣ والطبري ٢/ ٥٥٩ وَابْن حزم ص١٨٤ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٥٣ وَابْن كثير ٤/ ٨٧ والسيرة الحلبية ٢/ ٣٦٠. ٢ وَقيل: عبد الله بن رَوَاحَة. ٣ وَقيل: بل نزل مجنة من نَاحيَة الظهْرَان. ٤ انْظُر فِي غَزْوَة دومة الجندل ابْن هِشَام ٣/ ٢٢٤ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٤٤ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٤ والطبري ٢/ ٥٦٤ وَابْن حزم ص١٨٤ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٥٤ وَابْن كثير ٤/ ٩٢ والنويري ١٧/ ١٦٢ والسيرة الحلبية ٢/ ٣٦٢ ودومة الجندل فِي شمَالي نجد، وَهِي طرف من أَفْوَاه الشَّام بَينهَا وَبَين دمشق خمس لَيَال وَبَينهمَا وَبَين الْمَدِينَة خمس عشرَة لَيْلَة. ٥ قَالَ ابْن سعد أَن السَّبَب فِيهَا أَن الرَّسُول ﷺ بلغه أَن بهَا جمعا كثيرا يظْلمُونَ من يمر بهم وَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ غَزْو الْمَدِينَة. ٦ فِي ابْن سعد وَفِي مصَادر أُخْرَى غير ابْن هِشَام أَن الرَّسُول نزل بِسَاحَتِهِمْ وَأَنَّهُمْ حِين علمُوا بقدومه تفَرقُوا فِي كل وَجه، وَفِي هَذِه الْغَزْوَة وادع الرَّسُول عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ أَن يرْعَى هُوَ وَقَومه بتغلمين إِلَى المراض وَكَانَت بِلَاده قد أجدبت كَمَا يَقُول ابْن سعد. وَبَين تغلمين والمراض ميلان. وَبَين المراض وَالْمَدينَة نَحْو ثَلَاثِينَ ميلًا على طَرِيق الربذَة.

1 / 168