العلماء وظاهر انه اراد به الفاضلين صريح في انه لا يقول بذلك ، ولا يرضى بهذا الدليل ، وانه ليس مما اتفقت به الشيعة ، كما هو ظاهر كلام العلامة قدس سره.
وبالجملة لا يسوغ القول بأن عليا عليه السلام او واحدا من الائمة سلام الله عليهم صار مثله ومساويا له صلى الله عليه وآله في وقت بقي ذلك المساوي ولو في آن بعده ، فان بقاءه فيه مصدقا بالله وبصفاته العليا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر الى غير ذلك ، ونفسه ونومه فيه تسبيح وعبادة يستحق به الثواب ؛ لان نفس العالم تسبيح ونومه عبادة ، ويلزم منه ما تقدم.
واللازم باطل ، فالملزوم مثله ، وبدون المساواة في الفضيلة لا يتم التقريب ، وهو كونه عليه السلام افضل من سائر الانبياء والمرسلين ، لكونه مساويا للافضل منهم ، وهو خاتم النبيين صلوات الله عليهم اجمعين.
وأما ما ورد في بعض الاخبار من قوله صلى الله عليه وآله « انهم مثلي » فالمراد به انهم مثله في العصمة ، وفرض الطاعة ، والدلالة الى الله ، والهداية اليه ، وما شاكل ذلك ، لا انهم مثله في الدرجة والفضيلة ، ليلزم منه المساواة ، فيلزم منه ما سبق.
والمشبه لا يلزم ان يكون مثل المشبه به في كل الوجوه ، وكيف يمكن القول بمساواتهم كلهم له صلى الله عليه وآله؟ وهم مختلفون في المرتبة والفضيلة.
فأما الحسنان ، فأبوهما خير منهما ، وهما من التسعة ، والحجة من الثمانية صلوات الله عليهم.
ثم لا حاجة في تفضيله عليه السلام على الانبياء الى القول بالمساواة ، فان له طرقا عديدة اوضحناها في رسالة لنا مفردة مسماة بذريعة النجاة (1)
Sayfa 81