وبلغت سؤلك في ظلال فخاره
وظفرت في آي الثناء المعلنة
ومن أخلاقه أزاده الله فضلا كرمه الحاتمي، أستغفر الله بل كرمه الخزعلي، وأين لحاتم أن يحاكيه بالجود والنوال، ويتحدى خطواته بالإفضال؛ فهو يجود على عوافيه قبل السؤال، ويأبى سماع الشكر على ما يأتيه من بواهر الأعمال، وإنه ليحزن إذا مر يوم لم يصطنع به جميلا ويأتي به برا جليلا.
ومن أخلاقه، كرمه الله، شفقته وحنوه على رعاياه اللائذين به؛ حتى لتراه يشاركهم بأفراحهم وأحزانهم، فيعزي المحزونين ويزيد في أفراح الفرحين شأن الملك العادل والأب الرحيم.
ومن أخلاقه، نصره الله، تغاضيه عن إساءة المسيء، وهو يقول: العصمة لله وحده. وإذا رأى عتاب أو توبيخ أحدهم على تقصير عرض بذلك تعريضا.
ومن أخلاقه، أطال الله بقاه، دعته بغير ضعة؛ بحيث لا يعرف الكبر ولا استكبر، وهو العظيم الكبير بنفسه ومجده وجاهه وعلمه وأعماله الطيبة.
ومن أخلاقه، رعاه الله، أنه يكفل عبيده المخلصين وخدامه الصادقين أحياء وأمواتا؛ فهو يوالي حسناته عليهم ولا ينسى عيال من مات منهم بصدقاته وميراته.
ومن أخلاقه، أعلى الله رايته، وفاؤه لأصدقائه وفاء ما بعده وفاء؛ فيذكرهم بالخير ما تنائوا وتنائى العهد، ويهتم بأمورهم على القرب والبعد.
ومن أخلاقه، صان الله مهجته، مجاملته لضيوفه وقصاده، وعنايته في إدخال السرور على قلوبهم ما داموا بحضرته.
هذه بعض أخلاق الشيخ في السلام؛ حتى إذا ما اشتبك القتال وثارت ثائرة الحروب انقلب إلى أسد رئبال ، وخف للنضال؛ فتلقاه على جواده يهلل ويكبر، والموت يلمع من وميض حسامه، والنصر والفتح من جملة عبيده وخدامه، هنالك تلقاه وقد عرفته الخيل والليل، رجل المعمعان وفارس الميدان، وقد صبغ الأرض بالدم وملأها بأشلاء الأعداء، وعاد فائزا منصورا مكللا بأكلة غار الانتصار.
Bilinmeyen sayfa