Durar Faraid
درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة
Araştırmacı
الدكتور سُلَيمان حُسَين العُمَيرات
Yayıncı
دار ابن حزم
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Yayın Yeri
بيروت - لبنان
Türler
(١) جيء بالمسنَد إليه (فاعل نِعم) ضميرًا مستترًا، وكان مُقتضى الظَّاهر أن يُقال: (نِعمَ الرَّجلُ زيدٌ)، ليكونَ (فاعلُ نِعم) اسمًا ظاهرًا (الرّجلُ)، ولا يُؤتى به ضميرًا؛ لعدم تقدُّم ما يُفسِّرُه، لكنْ خولِفَ الظَّاهرُ، وأُتي بالمسنَد إليه مُضمرًا في موضعِ الإظهارِ؛ لغرضِ الإيضاحِ بعدَ الإبهام. (٢) القولان - في الاسم المرفوع بعد «نِعْمَ، وبِئْسَ» وفاعلِهما، أي: المخصوصُ بالمدحِ أو الذَّمِّ - هما: أنَّه مبتدأ، والجملةُ قبلَه خبرٌ عنه. أنَّه خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ وجوبًا، والتّقديرُ: «نِعْم الرّجلُ هو زيدٌ».وتكون الجملة استئنافيّة لا محلّ لها. وهذا هو الوجهُ المقصود؛ إذ أصحابُ القولِ الأوَّلِ يحتملُ عندَهم أن يكونَ الضَّميرُ عائدًا إلى المخصوصِ، وهو متقدِّمٌ تقديرًا. انظر: اللُّمَع ص ٢٠٠، وأسرار العربيّة ص ١١٢، وشرح التّسهيل ٣/ ١٦، وشرح المراديّ على الألفيّة ١/ ٥٣٦، وأوضح المسالك ٣/ ٢٧٠، وابن عقيل ٢/ ١٦٧، والمختصر ص ٥٥. (٣) يكونُ الإبهامُ ثمّ التّفسير؛ لقَصْدِ التَّفخيم، وليتمكّنَ في ذهنِ السَّامعِ ما بعدَ ضميرِ الفَصْل، إذ إنَّ السَّامعَ متى لم يفهمْ من الضَّميرِ معنًى بقيَ منتظرًا لعُقبى الكلامِ كيفَ تكونُ؟ انظر: مفتاح العلوم ص ٢٩٤. (٤) وقد يُوضَعُ المسندُ إليه المضْمَرُ مَوْضِعَ المظهرِ: لاشتهارِه ووُضوحِ أمْرِه؛ كقوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١] أي: القرآنَ. انظر: المطوّل ص ٢٨٣. أو لأنّه بلَغَ من عِظَم شَأْنِهِ إلى أنْ صارَ مُتَعَقَّلًا في الأذهانِ؛ نحوُ: «هو الحيُّ الباقي» أو لادِّعاءِ أنَّ الذِّهْنَ لا يَلتفِتُ إلى غيرِه؛ كقولِ أبي العلاء في مطلع قصيدةٍ: [الكامل] زارَتْ عليها للظَّلامِ رُواقُ ... ومن النُّجوم قلائدٌ ونِطاقُ الضّميرُ المستترُ في (زارت) لا مرجعَ ملفوظًا له؛ لأنّه مطلع القصيدة. انظر: المطوّل ص ٢٨٣.
1 / 225