152

يهون ما ألقى من الوجد أنني ... مجاوره في قبره اليوم أو غدا فتكلم الناس مع محمد بن يحيى عليه السلام وقالوا: يا ابن رسول الله، قد علمت ما شعب الله بيحيى عليه السلام من شق الفتن، وأزال ببركته من المحن، ونحن نحب أن نبايعك فقال:معاذ الله أن يكون ذلك قبل قبره عليه السلام وقد علمتم ما كان رحمه الله يشتكي منكم من قلة المعاونة وقلة الاجتماع لأوامر الله.

ثم أمر عليه السلام بحفر قبره في مؤخرمسجده الجامع بلا فصل لما قد ظهر من بركة ذلك المكان.

وذلك أن يحيى عليه السلام ركب ذات يوم على دابته وهو يومئذ بمدينة صعدة التي هي تحت الحصن، إذ رأى عليه السلام نورا ساطعا فسار نحوه حتى بلغ ذلك المكان، فلم ير شيئا، فالتفت فإذا النور خلفه، فرجع فسار شيئا قليلا فلم ير شيئا، فالتفت فإذا النور خلفه، فتحرى عليه السلام موضع ذلك النور بجهده، ثم خط المسجد حرسه الله تعالى.

وتوفي رضي الله عنه وعمارة المسجد مقدار نصف قامة الرجل، وما جمع فيه عليه السلام سوى جمعة واحدة، واجتمع الناس للصلاة على يحيى بن الحسين، فصلى عليه ابنه محمد، فكبر خمسا، ولم يزل محمد قائما حتى دفن رحمه الله.

وقيل: كان أصحابه أخذوا عليه أن من قتل معه أو مات دفن بجوار يحيى بن الحسين عليه السلام .

Sayfa 181