Nebi Hadislerinin İncileri
درر الأحاديث النبوية
Türler
وكأني بالفرج قد أقبل، وبالنعيم قد أظل، وبالنصر قد نزل، فقد تراكمت الفتن وجل ما نحن فيه من تعطيل الكتاب والسنن، وظهور السفاح، وخمول النكاح، وظهور الرويبضة من الناس، وشرب الخمور، وارتكاب الشرور، وأكل الربا، وقبول الرشا، والجري في ميدان الهواء، وجور السلطان، وتهيج الشيطان، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قد نرى وننظر ذلك كله في دهرنا هذا الذي أخرنا له وأبقينا إليه، فكأني بيعسوب الدين قد ضرب بذنبه وجأر إلى ربه، فأجاب الله دعوته، ورحم فاقته، وكشف غمته وأنزل نصرته وأظهر حكمه، وانتعشه بعد هلاكه، وأحياه بعد وفاته، وقواه بعد ضعفه برجل من أهل بيت نبيه، فيظهره في بعض أرضه، ويقيم به عمود الدين، ويعز المسلمين، ويقتل الكافرين، ويذل الفاسقين، ويحكم بكتاب رب العالمين، يمكن الله له في أرضه وطأته، ويظهر كلمته، ويعز دعوته، ويشبع به البطون الجائعة، ويكسو به الظهور العارية، ويقوي به ضعف المستضعفين، ويزيل به ظلم الظالمين، ويرد به الظلامات، وينفي به الفاحشات، ويطفي به نار الفسق، ويعلن به نور الحق، ويؤيده بالنصر، وينصره بالرعب، ويعز أولياءه، ويذل أعداءه، فكل ما ملك بلدا من الأرض دعاه الغضب لربه إلى طلب غيره حتى يملك البلاد كلها ويطأ الأمم بأسرها بعون الله وتوفيقه ونصره وتأييده، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، لا تأخذه في الله لومة لائم، يجتمع إليه أعوانه ويلتئم إليه أنصاره من مناكب الأرض كلها كما يجتمع قزع الخريف في السماء.
هاه هاه كأني به يقدم الألوف، ويجدع من أعدائه الأنوف، ويخوض الحتوف، ويفض الصفوف، بعساكر كثيرة الغوائل، فيها حماة الأنوف القواتل، تطير بالضرب ذوات الأنامل، وتفري بالبيض شهب المحافل، حتى إذا تنازل الفرسان، وظهرت دعوة الرحمن، ودعا إلى الحق كل إنسان، وتناوش الأقران، واختضب المران، وحمي الطعان، وطاح الهام، واختلط الأقوام، وقهر الإسلام، وظهرت دعوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونصر هنالك المؤمنون، وخذل الكافرون، ومن بغي عليه لينصرنه الله إن الله لقوي عزيز.
Sayfa 170