باب المقدمات:
مقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد ألا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد، فإنني كنت قد تكلمت على الرواة الذين ذكرهم البخاري في تاريخه الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل دون أن يذكر فيهم جرحا في كتابي "القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن"، ثم حذفت هذا الباب من هذا الكتاب في الطبعة الثانية لما رأيت أن دخوله في موضوع الكتاب ليس دخولا مباشرا، وحتى لا يطول الكتاب، وقد رأيت أن أذكر خلاصة ما انتهيت إليه في مقدمتي لهذا الكتاب: الضعفاء للبخاري لصلته بموضوعه فأقول:
قد ذهب قوم إلى أن سكوت البخاري، وابن أبي حاتم عن الراوي يعد توثيقا له، فقد قال الشيخ ظفر أحمد التهانوي في كتابه "قواعد في علوم الحديث": "كل من ذكره البخاري في "تواريخه"، ولم يطعن فيه فهو ثقة، فإن عادته ذكر الجرح والمجروحين".
وقال: سكوت ابن أبي حاتم، أو البخاري عن الجرح في الراوي توثيق له١، وتبعه على ذلك جماعة من المعاصرين، وقد جمع جل أقوالهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في بحث نشره في مجلة كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض بعنوان: سكوت المتكلمين في الرجال عن الراوي الذي لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر يعد توثيقا له، ثم ختم البحث بقوله: فإذا علم هذا كله، اتضحت وجاهة ما أثبته من أن مثل البخاري، أو أبي زرعة، أو أبي حاتم، أو ابنه، أو ابن يونس المصري الصدفي، أو ابن حبان، أو ابن عدي، أو الحاكم الكبير أبي أحمد، أو ابن النجار البغدادي أو غيرهم ممن تكلم أو صنف في الرجال
_________
١ "رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل" ص٢٥.
1 / 5
إذا سكتوا على الراوي الذي لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر يعد سكوتهم عنه من باب التوثيق والتعديل، ولا يعد من باب التجريح والتجهيل، ويكون حديثه صحيحا أو حسنا أو لا ينزل عن درجة الحسن إذا سلم من المغامز، والله أعلم. ا. هـ١.
وقد رد عليه الأستاذ/ عداب محمود الحمش في بحث سماه: "رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل"، وقد أجاد فيه وأفاد، إلا أنه قد جعل همه إبطال كل ما استدل به أبو غدة، ولم يستفد من بحثه شيئا، مع أن فيما جمعه نقولا عن أهل العلم تدل على أن ترجمة البخاري للراوي في تاريخه أو ابن أبي حاتم دون ذكر جرح فيها مما ينفعه، فمن ذلك ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد "١/ ٤٧٠-٤٧١" حيث قال: روى عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن ابن أبي ذباب عن أبيه قال: صلى عثمان بأهل منى أربعا، وقال: يا أيها الناس لما قدمت تأهلت بها، وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا تأهل الرجل ببلدة فإنه يصلى بها صلاة المقيم". رواه الإمام أحمد ﵀ في مسنده، وعبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده أيضا، وقد أعله البيهقي بانقطاعه، وتضعيفه عكرمة بن إبراهيم، قال أبو البركات ابن تيمية:
ويمكن المطالبة بسبب الضعف، فإن البخاري ذكره في تاريخه، ولم يطعن فيه، وعادته ذكر الجرح والمجروحين.
قلت: وقد حكاه ابن القيم، وأقره، ولا يرد على ذلك اعتراض عداب بذكره بعض من سكت عنهم البخاري، وتكلم فيهم غيره، لأن المجد ﵀ لم يقل بالتوثيق، وإنما عارض دعوى التضعيف المطلق.
ومن ذلك ما حكاه المنذري عن ابن خزيمة حيث قال في حديث: إن صح الخبر، فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه.
فقال المنذري: قد ذكرهما ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيهما جرحا.
_________
١ المرجع السابق ص٢٢.
1 / 6
ومن ذلك ما حكاه عن ابن عبد الهادي تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه التنقيح، متابعا لتقي الدين ابن دقيق العيد في كتابه الإمام، عند نقض كلام ابن الجوزي في التحقيق، عند حديثه على عثمان بن محمد، حيث قال: عثمان بن محمد متكلم فيه، فقال ابن الجوزي متعقبا ابن الجوزي: إن هذا الكلام لا يقبل منه؛ لأنه لم يبين من تكلم فيه، وقد روى عنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم وغيرهما، وذكره ابن أبي حاتم في "كتابه"، ولم يذكر فيه جرحا١.
وقد ذكر أبو غدة أن الحافظ ابن حجر قال في "٨٧" موضعا من كتابه: "تعجيل المنفعة برجال الأئمة الأربعة": ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا، قال: قرن بينهما في أكثر هذه المواضع، وأفرد أحدهما في بعضها، ولكنه في جميع تلك المواطن ذكر سكوتهما عن الجرح من باب التوثيق والتعديل، ورد به على من زعم جهالة ذلك الراوي أو ضعفه.
قلت: ونحن لا نوافق أبا غدة على أن عدم ذكر الجرح منهما توثيق للراوي منهما، ومع ذلك فإن النقول السابقة عن أهل العلم وغيرها مما يأتي تدل على أن ذلك مما ينفعه، ويدل على ذلك أيضا أن الحافظ ابن حجر يذكر ذلك في الاستدراك على الحسيني، وأحيانا يرد به على الحسيني إذا وصف الراوي بالجهالة في مثل: سويد بن الحارث عن أبي ذر، وعنه عمرو بن مرة، قال الحسيني: مجهول، لا يعرف.
فقال الحافظ ابن حجر: هذه مبالغة، ثم تكلم على الحديث الذي رواه، ثم قال: قد ذكر البخاري سويدا، ولم يذكر فيه جرحا، وتبعه ابن أبي حاتم.
ومن ذلك أيضا ما ذكره الحافظ في ترجمته سقير العبدي حيث قال: قال الحسيني: مجهول، ولم يصب في ذلك، فقد ذكروه في حرف الصاد المهملة، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه قدحا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد جاء هذا المسلك عن الحسيني نفسه، وذلك فيما ذكر في الإكمال ص٣٧٠، في
_________
١ نصب الراية "١/ ١٥١".
1 / 7
ترجمة محمد بن الأسود بن خلف القرشي المكي قال: روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعن أبيه، وعنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبو الزبير، ومنهم من يروي عن ابن خثيم عن أبي الزبير عنه.
ثم قال: ذكره الذهبي في الميزان، وقال: لا يعرف هو ولا أبوه، تفرد عنه ابن خثيم.
فقال الحسيني: قد عرفه البخاري، وأودعه تاريخه.
قلت: وقد حكى هذا الحافظ ابن حجر في التعجيل، وأقره، وأضاف: وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
وممن اعترض على ذلك صاحب كتاب "إمعان النظر في تقريب الحافظ ابن حجر" حيث قال ص٢٤٨: سكوت البخاري عن راو في تاريخه لا يدل على عدالته عنده، فكم من راو سكت عنه، فلم يذكره بجرح، وأورده مع ذلك في الضعفاء، وكذلك ابن أبي حاتم في كتابه لا يدل سكوته عن راو ما على أنه عدل عنده. ا. هـ.
قلت: قد سبق أننا لا نقول إن ذكرهما للراوي مع عدم ذكر جرح فيه يدل على العدالة، ولكنه ينفع الراوي لما سبق ذكره عن أهل العلم، وما أقوله عن البخاري "كم من راو سكت عنه، فلم يذكره بجرح، وأورده مع ذلك في الضعفاء"، فكلامه يدل على وقوع ذلك كثيرا، وهي دعوى غير صحيحة، وهي تدل على عدم الثقة بكثير مما يقرره كثير ممن أقحموا أنفسهم في الكتابة في مثل هذه الأمور الخطيرة، ويبين ذلك هذه الدراسة التي قمت بها من خلال مقابلة كتاب الضعفاء للبخاري مع كتابه التاريخ الكبير، فخرجنا من خلالها أن كل من تكلم فيهم بجرح في الضعفاء قد ذكر الجرح نفسه فيهم في التاريخ الكبير، بل قد يزيد عليه، وذلك في الرواة كلهم المذكورين في الضعفاء البالغ عددهم "٤٤٢" راويا، إلا في ثلاثة رواة فقط، وهم المترجم لهم في الضعفاء برقم: ٦٢، ١٩٧، ٢٩٦ فدل ذلك على أن ذكر البخاري للراوي في تاريخه الكبير دون أن يذكر فيه
1 / 8
جرحا يعني أنه لم يقف له على ما يوجب جرحه فيما وقف عليه من حديثه، ولا شك أن هذا مما ينفع الراوي، فإن كان الراوي ممن روى عنه جمع من الثقات، ولم يأت بما ينكر كان ممن يحتمل حديثه، وإن لم يكن كذلك كان سكوته عنه نافعا لذلك الراوي، وناقلا له عن الضعف الشديد الذي لا يصلح معه الاعتداد برواية ذلك الراوي في المتابعات والشواهد ونحو ذلك، والله أعلم.
ويزيد ذلك بيانا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل "٢/ ٣٨": وقصدنا بحكايتنا الجرح والتعديل في كتابنا هنا إلى العارفين به العالمين له متأخرا بعد متقدم، إلى أن انتهت بنا الحكاية إلى أبي وأبي زرعة رحمهما الله، ولم نحك عن قوم قد تكلموا في ذلك لقلة معرفتهم به، ونسبنا كل حكاية إلى حاكيها، والجواب إلى صاحبه، ونظرنا في اختلاف أقوال الأئمة في المسئولين عنهم، فحذفنا تناقض قول كل واحد منهم، وألحقنا بكل مسئول عنه ما لاق به، وأشبهه من جوابهم، على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل، كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله تعالى. ا. هـ.
قلت: وابن أبي حاتم إمام من أئمة الجرح والتعديل، فمع أنه لا يكاد يدع راويا إلا سأل عنه أباه أو أبا زرعة إلا أنه له نقده الخاص ومعرفته بالحديث ونقلته، فإيراده الراوي يدل على أنه وقف على بعض أحاديثه أو على الأقل حديث أو حديثين، وعدم ذكره جرحا في الراوي مع ذلك يدل على أنه لا يرى في هذا القدر من حديثه بأسا، وإن كان قد يكون هذا القدر من رواياته لا يكفي في إطلاقه القول بتوثيقه، فعدم ذكره الجرح والحالة هذه مما ينفع الراوي، والله أعلم.
وقد ذكر هذا أحد أفراد مجموعة "التأليف والتحقيق للجميع" التي يتزعمها فضيلة الشيخ مصطفي بن العدوي فيما سماه بتحقيق علل ابن أبي حاتم، وهو المسمى بـ"نشأت كمال"، قدم له فضيلة الشيخ: "أبو عبد الله مصطفي ابن العدوي"، فذكر الأول ستة من الرواة ادعى أن ابن أبي حاتم سكت عنهم في
1 / 9
الجرح والتعديل، وحكم عليهم بالجهالة أبوه في العلل، وهم:
١- رباح بن عبد الرحمن كما في المسألة "١٢٩".
٢- عبد الله بن المطلب العجلي كما في المسألة رقم "١٤٨٤".
٣- عقيل بن شبيب كما في المسألة رقم "٢٤٥١".
٤- محمد بن خالد الوهبي كما في المسألة رقم "٢٣٨٣".
٥- محمد بن إبراهيم بن العلاء كما في المسألة رقم "٤١٧".
٦- مسور بن يزيد المالكي كما في المسألة رقم "٤٤١".
ثم قال: وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهالة هؤلاء المذكورين في الجرح والتعديل بدون ذكر شيء فيهم من جرح أو تعديل، وإن لم يدل على شيء فغاية ما يقال إن المسكوت عليهم لا يعد سكوتهم "كذا" في جانب تقويتهم.
ثم يبين أنه يقصد الرد علي بذلك بقوله: راجع "القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن" ص٦٣-٨٠.
وأقول وبالله التوفيق: بالنسبة لمحمد بن خالد الوهبي، فإن أبا حاتم لم يقل فيه: مجهول، بل هو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وإنما قال ذلك في خالد بن محمد من آل الزبير، وهو شيخ محمد بن خالد، وقد أخطأ في نقله عن أبي حاتم، وكذلك أخطا أيضا في المثال الخامس، فإن أبا حاتم إنما قال: مجهول لمحمد بن العلاء الأيلي شيخ محمد بن إبراهيم بن العلاء، فتبين أن هذا الشخص قد أخطأ في مثالين من ستة في النقل عن أبي حاتم١، وأما استدلاله بوصف أبي حاتم للأربعة بالجهالة على أن ذكر ابن أبي حاتم للراوي في كتابه دون ذكر جرح فيه لا يعد في جانب تقويتهم بمعنى أنه لا ينفع الراوي بالمرة، فإن ذلك يدل على عدم
_________
١ وبهذا يتضح للقارئ حال مجموعة: "التأليف والتحقيق للجميع" من الضبط عن أهل العلم، وقد بلغني أنه قد خرج جزء في بيان أغلاطه فيما سماه تحقيقا لعلل ابن أبي حاتم.
1 / 10
فهم مع جرأة كما هو المعروف عن أفراد المجموعة المذكورة آنفا، فإن وصف أبي حاتم لهذا العدد القليل بالجهالة لا يسري على بقية من ذكرهم ابنه ولم يذكر فيهم جرحا، كما لو نص على ضعف بعضهم في مواضع أخرى لاحتمال تغير اجتهاد أو زيادة علم وما أشبه ذلك، ثم إن الجهالة عند أبي حاتم لا تعني التضعيف المطلق، فإن البخاري قد ذكر في الضعفاء سعيد بن بشير البخاري، فقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو شيخ لليث ليس بالمشهور، لم يرو عنه غير الليث، ليس محله أن يدخل في كتاب الضعفاء.
فهذا الراوي لم يرو عنه غير واحد، ومع ذلك أنكر أبو حاتم على البخاري إدخاله في الضعفاء.
وكذلك عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت ليس له إلا حديث واحد أخرجه ابن ماجه في الصلاة "١٠٣٢" رواه عنه ابنه، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ليس عندى بمنكر الحديث، قلت: أدخله البخاري في كتاب الضعفاء؟
قال: يكتب حديثه، ليس بحديثه بأس، ويحول من هناك.
قلت: فمع أن عبد الرحمن تفرد عنه راو واحد إلا أن أبا حاتم لما رأى أن حديثه ليس بمنكر أنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء، فهذا صريح في كونه يرى أن هذه الجهالة لا تخرج صاحبها من دائرة الاستشهاد حيث قال: يكتب حديثه، ليس بحديثه بأس، ويحول من هناك أي من الضعفاء، وقد ذكرت ذلك في القول الحسن، فلم يعلق عليه هذا الشاب بشيء فلا أدري هل هو لم يفهمه أم فهم وأخفاه كما هو معروف عن صاحب مجموعته؟
وأوضح مما سبق أن البخاري ذكر راويا اسمه الأخنس، وهو والد بكير بن الأخنس في الضعفاء، ولم يرو عنه غير ابنه، فمتى يوصف الرجل بالجهالة التي تسقطه إذا لم يكن هذا كذلك، فإنه ليس له إلا حديث واحد؟
ومع ذلك قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي ينكر على من أخرج اسمه في كتاب الضعفاء، ويقول: لا أعلم روى عن الأخنس إلا ما روى أبو جناب يحيي بن أبي
1 / 11
حية الكوفي عن بكير بن الأخنس عن أبيه، فإن كان أبو جناب يحيى بن أبي حية لين الحديث فما ذنب الأخنس والد بكير؟
وبكير ثقة عند أهل العلم، وليس في حديث واحد رواه ثقة عن أبيه ما يلزم أباه الوهن بلا حجة. انتهى كلام أبي حاتم ﵀.
فهذا نص في بيان مذهب أبي حاتم ﵀ في الرواة الذين لم يظهر منهم غلط في رواية الأحاديث، وإن انفرد عنهم راو واحد، وهو أنه ينفي عنهم الضعف المطلق.
وقد فهم الذهبي ﵀ من ذلك أن أبا حاتم يقويه حيث قال في الميزان: قواه أبو حاتم، واعترض على أبي حاتم ابن حجر في اللسان بقوله: لا يلزم من جهالة حاله، هذا إن رفعت جهالة عينه، والله أعلم.
قلت: لا يظهر من كلام أبي حاتم توثيقه له، وإنما دفع عنه التضعيف المطلق، وأما الجهالة فإنها عند أبي حاتم على درجات وأحوال كما سيأتى عن الحافظ نفسه١، ولعله اعتبر في هذا الراوي كونه من التابعين، والله أعلم، وقد نص أبو حاتم على قاعدته في ذلك حين سأله ابنه في الجرح والتعديل "٥/ ٢٢٢".
عن عبد الرحمن بن حرملة عن القاسم بن حسان، فقال: ليس بحديثه بأس، وإنما روى حديثا واحدا، مما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحدا ينكره، ويطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، وقال أبي: يحول منه.
فمع أن أبا حاتم يقر بأنه ليس له إلا حديث واحد ولا روى عنه إلا راو واحد إلا أنه لا يستحق أن يذكر في الضعفاء لكون حديثه ليس منكرا عنده، ولا يوجب الطعن فيه بسببه، ومع ذلك فليس له من الحديث والرواة عنه ما يحمله على توثيقه، فالذي يظهر أنه يرى أنه يصلح في الشواهد والمتابعات، ولذا قال عنه
_________
١ وأخشى ما أخشاه أن يخرج علينا من يصف أبا حاتم بالتساهل، ولئن خطر ذلك ببال أحد فلينظر من هو الذي ليس بمتساهل بعد أبي حاتم الرازي؟!
1 / 12
الحافظ في التقريب: مقبول أي إن توبع وإلا فلين، فاعترض عليه بشار عواد وشعيب، فيما سماه بتحرير التقريب بقولهما: مجهول دون تأمل، والله المستعان، وراجع لذلك الرواة المذكورين في هذا الكتاب بالأرقام الآتية: ٩٠، ١٦٤، ١٧٦، ٢١٠، ٢١١، ٢١٥، ٢٩٩، ٣١٨، ٣٢٤، ٣٣٩.
ومما يؤكد أن أبا حاتم له اصطلاح خاص في وصف الرواة بالجهالة أنه وصف داود بن يزيد الثقفي بالجهالة مع أنه قد روى عنه جمع، فقال الذهبي: هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولا عند أبي حاتم ولو روى عنه جماعة ثقات يعنى أنه مجهول الحال. انتهى، نقلا من شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل ص٢٩١-٢٩٢، نقلا عن الرفع والتكميل للكنوي، بل إن أبا حاتم قد وصف بعض الصحابة بالجهالة، فقد قال عن زياد بن جارية: شيخ مجهول، فقال الحافظ ابن حجر في التهذيب: وأبو حاتم عبر بعبارة مجهول في كثير من الصحابة.
وقال في الجرح والتعديل "٨/ ٤٢٨": مدلاج بن عمرو السلمي حليف بني
عبد شمس مجهول، فتابعه الذهبي في الميزان، فقال: لا يدرى من هو؟
فتعقبه ابن حجر في اللسان "٦/ ١٥" بقوله: هذا صحابي، ذكره ابن حبان وغيره في الصحابة، زاد ابن حبان: حليف بني عبد شمس، مات سنة خمسين.
وقال ابن سعد: شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وذكر وفاته كما تقدم، والمصنف ﵀ "يعني الذهبي" تبع ابن الجوزي في ذكره في الضعفاء، لكن صنع ابن الجوزي أخف، فإنه قال: قال أبو حاتم: مجهول، وكذا هو في كتاب ابن أبي حاتم في جماعة من الصحابة في الأفراد من حرف الميم، وكذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة يطلق عليها اسم الجهالة، لا يريد جهالة العدالة، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين.
وأما الذهبي فتصرف في العبارة، وأفهم أنه اجتهد في أمر هذا الرجل، فما عرفه، وما كفاه حتى حكم على الناس كلهم أنهم لا يدرون من هو؟! ولو
1 / 13
ذهبت أسرد من ذكره في الصحابة لطال الشرح، لا سيما وهذا رجل من أهل بدر لم يتخلف عن ذكره أحد ممن صنف في الصحابة. انتهى.
قلت: ومن هؤلاء الصحابة الذين وصفهم أبو حاتم بالجهالة مسور بن يزيد المالكي الذي ذكره الشاب المشار إليه آنفا قال عنه البخاري: له صحبة، فدل ذلك، على أن أبا حاتم قد يصف الراوي بالجهالة ويعني بها عدم شهرته لا الطعن فيه بذلك خلافا لما فهمه هذا الشاب.
هذا وإنني حين عرضت ما سبق فإنه كان مني على سبيل استغلال فرصة التعليق على كتاب الضعفاء للبخاري وعرض هذه النتائج على إخواننا الباحثين الذين يعنيهم تحرير المسائل الحديثية لنظرهم فيها والاجتهاد في تحرير الصواب في هذه المسائل المهمة١، أسأل الله ﷿ لنا ولهم التوفيق والسداد.
هذا وإنني خلال عملي في الكتاب قد تأكد لدي ما كان مقررا عندي من أن الرجوع إلى أصول الكتب لضبط نصوصها من الأهمية بمكان، وهذا يعرفه كل من له دراية بهذا الأمر، فإنني قد وقفت في الأصل المخطوط الذي اعتمدت عليه على أربعة وعشرين راويا قد سقطت تراجمهم من المطبوع، وكذلك بالرجوع إليه مع المصادر الأخرى قد وفقني الله ﷿ إلى تصويب كثير من الأخطاء التي وقعت في طبعة الأستاذ محمود إبراهيم زايد، وتبعه عليها كلها الأستاذ عبد العزيز السيروان، فلم أقف للأخير على خطأ واحد صوبه، وذلك مما يدفع الباحث الذي يريد أن يخدم كتب العلم الشرعي للبحث والاجتهاد وعدم التقليد، بل إنني قد وقفت على أخطاء للشيخ الإمام عبد الرحمن بن يحيي المعلمي، فتابعه عليها الأستاذ محمود إبراهيم زايد، وتابعه السيروان، كالعادة، فمن ذلك: في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي من التاريخ الكبير وقع فيه: تركه "يحيى بن مهدي"، وهو تصحيف صوابه: تركه يحيى، وابن مهدي، فتبعه الأستاذ محمود إبراهيم زايد،
_________
١ ولست أعني بذلك أصحاب "التأليف والتحقيق للجميع" وأشباههم، فإن لهم شأنا آخر، ولا قوة إلا بالله.
1 / 14
وتبعه السيروان، كالعادة، وفي التاريخ الكبير "٤/ ٣٨-٣٩" في ترجمة سليمان بن موسي الدمشقي:
عن ابن جريج: "كان سليمان يفتي في العضل"، هكذا وقعت العبارة في التاريخ الكبير، تصحفت على الشيخ المعلمي ﵀، وصوابها: كان يعني في الفضل كما حررت ذلك في الترجمة رقم "١٤٩"، والعجب من الأستاذ/ محمود إبراهيم زايد حيث قال في التعليق على التاريخ الأوسط الذي طبعه باسم التاريخ الصغير١: "١/ ٣٤٠": وردت عبارة ابن جريج في الأصل: "وكان سليمان يعني في الفضل"، والتصويب الذي تم بالرجوع إلى التاريخ الكبير، فحرف الصواب الذي في أصله لخطأ المعلمي ﵀، والأعجب من ذلك أن محمود خليل الصعيدي وجماعته قد أوردوا هذه العبارة المحرفة في جامعهم في الجرح والتعديل، فلا أدري اعتبروها جرحا أو تعديلا؟
ومن ذلك أيضا ما وقع في التاريخ الكبير ترجمة رقم "١٦٤٦"، وهو أسد ابن عمرو أبو المنذر البجلي قال: سمع إبراهيم بن حديد، وأحال الشيخ المعلمي على
_________
١ وقد طبع هذا الكتاب الذي كان قد خرج باسم "التاريخ الصغير" طبعة أخرى باسم "التاريخ الأوسط" بتحقيق وتعليق الأستاذ/ محمد بن إبراهيم اللحيدان، وبين أن الأصل الذي اعتمده باسم التاريخ الأوسط، وقدم أدلة أخرى تدل على صحة ذلك، ومما يدل على صحته أيضا أن الحافظ ابن حجر قال في التهذيب في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: روى البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لما حضر عبد الله الوفاة قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت أوصني، قال: ابك من خطيئتك، قلت: وهذا ليس في المطبوع باسم التاريخ الصغير، ثم قال: وروى البخاري في "التاريخ الكبير" وفي الأوسط من طريق ابن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: إني مع أبي، فذكر الحديث في تأخير الصلاة، زاد في الأوسط: شعبة يقول: لم يسمع من أبيه، وحديث ابن خثيم أولى عندي. انتهى.
قلت: وهذا هو الموجود في التاريخ المطبوع باسم الصغير "١/ ٩٩"، فهذا دليل قاطع على أنه هو الأوسط، ولذا فإنني إذا قلت في الأوسط فهو المعني.
وقد ذكر الأستاذ اللحيدان أن أول من نبه على ذلك هو محمود الحداد، نسأل الله ﷿ أن يرده للحق ردا جميلا.
1 / 15
ترجمة إبراهيم بن حديد في التاريخ الكبير برقم "٩٠٨"، ويقال فيه: إبراهيم بن أبي حديد، وهو خطأ من المعلمي ﵀، ففي تاريخ بغداد "٧/ ١٦": قال الخطيب: سمع إبراهيم بن جرير بن عبد الله، وكذلك وقع في المصادر الأخرى، وفي أصل كتاب الضعفاء، وقد تبع المعلمي على الخطأ محقق الكنى والأسماء لمسلم "٣١٥٠".
هذا وإنني حين أقدم هذه الطبعة من كتاب الضعفاء للبخاري لا يفوتني أن أنبه على أن الذي على طرة الأصل الذي اعتمدته هو: "كتاب الضعفاء" لأبي عبد الله بن إسماعيل البخاري، وليس في وصفه بالصغير، والذي ذكره الحافظ ابن حجر ﵀ في هدي الساري في مصنفات البخاري هو كتاب الضعفاء فقط، ولم يقيده بالصغير أو غيره، ولم يذكر أن له الضعفاء الكبير، على أننى قد وقفت للذهبي على عزو إلى الضعفاء الكبير للبخاري، فالله أعلم.
هذا وإنني من خلال عملي في هذا الكتاب قد تبين أن معظم أقوال البخاري ﵀ في هذا الكتاب قد نقلها عنه العقيلي في كتاب الضعفاء، وابن عدي في الكامل، لذا فإنني كنت أرجع إلى هذه المصادر الأربعة: التاريخ الكبير، والأوسط للبخاري فيها والضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي؛ لتصحيح نص الكتاب ومقارنة كلام البخاري فيها، ولم أقصد إلى استيعاب ذكر الكتب التي فيها ترجمة الراوي، لأن هذا أمر ميسور على طالب العلم، فأسأل الله ﷿ أن ينفع به طلاب العلم، وأن ينفعني به في الدارين وأن يعينني على مواصلة خدمة كتب السنة، وأن يحسن خاتمتي وإخواني المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه/ أبو عبد الله
أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين
١ من جمادى الأولى سنة ١٤٢٦
1 / 16
"أبيات للأرجاني ﵀":
يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولم أقض حق العلم أن كان كلما ... بدا طمع صيرته لى سلما
وما كل برق لاح لي يستفزني ... ولا كل من في الأرض أرضاه منعما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكن نفسي الحر تحتمل الظما
أنهها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العبيدي فيم أو لما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة ... إذا فاتباع الجهل قد كان أسلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما١
_________
١ هذه الأبيات قد كتبت في مقدمة الكتاب، وليست منه، وقد أثبتها لنفاستها.
1 / 19
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب:
أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الغالب العثماني قراءة عليه١، وأنا في ليلة العشرين من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة قدم علينا حلب قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسين الفاراني٢، أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد الحسن الحداد إجازة٣، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ٤، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي الدهستاني٥ بجرجان بسنة إحدى وسبعين وثلاثمائة قرأت عليه في أصله، فأقر به، قال قرأت على آدم بن موسى الخواري٦ ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قال:
_________
١ قال الذهبي في السير "٢٢/ ١٦٠": المحدث الجوال الصالح: كان دينا، ورعا، أمينا، كتب الكثير.
٢ لم أقف له على ترجمة، ولا يضر ذلك، فهو ليس موجودا في إسناد النسختين المطبوعتين اللتين بين يدي.
٣ قال الذهبي في السير "١٩/ ٣٠٣": الشيخ، الإمام، المقرئ، المحدث، المعمر، مسند العصر، قال السمعاني: كان عالما، ثقة، صدوقا من أهل العلم والقرآن والدين، عمر دهرا، وحدث بالكثير.
٤ هو الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني ﵀ صاحب الحلية وغيرها.
٥ قال الذهبي في السير "١٦/ ٣٥٤": الإمام الحافظ المجود الرحال مسند وقته، أبو أحمد محمد بن أحمد بن حسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم العبدي الغطريفي الجرجاني الرباطي الغازي، سكن رباط دهستان، وكان مع عمله وحفظه صواما، قواما، متعبدا، صنف الصحيح على المسانيد، وعمر دهرا.
٦ أخرج عنه ابن حبان حديثا في صحيحه كما في الإحسان "٥٩٣٤"، ولم أر من وثقه، ولا يضر ذلك في صحة نسبة الكتاب للإمام البخاري ﵀، فإن الحافظ ابن حجر قد قال في هدي الساري ص "٤٩٢" عن هذا الكتاب: يرويه عنه أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، وأبو جعفر مسبح بن سعيد، وآدم بن موسي الخواري، وهذه التصانيف موجودة مروية لنا بالسماع أو بالإجازة. ا. هـ. فقد ثبت أن آدم بن موسى متابع، والاعتماد في ذلك على النسخ، فنسبة الكتاب للبخاري من الشهرة بمكان، وقد رواه ابن عدي من طريق الدولابي، وأكثر الكتاب موجود في الكامل كما سترى إن شاء الله تعالى.
1 / 20
باب الألف
مدخل
...
"باب الألف":
١- إبراهيم بن إسماعيل بن مُجمع بن جارية الأنصاري، يُروى عنه، وهو كَثير الوهم، يَروي عن الزهري، وعمرو بن دينار، يُكتب حديثه.
٢- إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المدني الأنصاري الأشهلي، عن داود بن حُصين: مُنكر الحديث.
٣- إبراهيم بن أبي حيَّة أبو إسماعيل المكي، عن هشام بن عُرْوة: مُنْكر الحديث، واسم أبي حية اليَسَع بن أسعد.
٤- إبراهيم بن عمر بن أبَان، سمع أباه روى عنه يوسف البراءُ، في حديثه بعض المناكير.
٥- إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العَبْسي، قاضي واسِط، سَكَتوا عنه، وهو جد عثمان وعبد الله ابني أبي شيبة.
٦- إبراهيم بن الفضل أبو إسحاق المخزومي المديني منكر الحديث،
_________
١- التاريخ الكبير "١/ ٢٧١"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٤٣"، وفي الكامل "١/ ٢٣٢" مثله.
٢- التاريخ الكبير "١/ ٢٧١"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٤٣"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٣٣" مثله.
٣- التاريخ الكبير "١/ ٢٨٣"، والأوسط "٢/ ٢٣٢-٢٣٣"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٧١"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٣٧" مثله.
٤- التاريخ الكبير "١/ ٣٠٨"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٥٨-٥٩"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٦٤" مثله، وفي الكامل زيادة قوله: سكتوا عنه.
٥- التاريخ الكبير "١/ ٣١٠"، والأوسط "٢/ ١٧٠"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦٠"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٤٠" مثله.
٦- التاريخ الكبير "١/ ٣١١"، والأوسط "٢/ ٩٠"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦٠"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٣٠-٢٣١" مثله، وقد سقطت هذه الترجمة من المطبوع.
1 / 21
يروي عن المقبري.
٧- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي: عن أبيه، لم يثبت حديثه، روى عن موسى بن عبيدة، ضُعف لذلك.
٨- إبراهيم بن محمد: عن موسى بن وردان، قال ابن جريج: أخبرت عنه، ويقال: هو إبراهيم بن أبي يحيى، تركه ابن المبارك.
٩- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني الأسلمي مَولاهم: كان يرى القَدَر، عن يحيي بن سعيد: تركه ابن المبارك والناس، حدثنا محمد حدثني ابن المثني، ثنا بشر بن عمر، قال: نهاني مالك، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، قلت من أجل القدر تنهاني عنه؟ قال: ليس في دينه بَذَاك.
١٠- إبراهيم بن مسلم الهجري: عن ابن أبي أوفى، وأبي الأحْوَص، قال عبد الله بن محمد: كان ابن عيينة يضعفه.
١١- إبراهيم بن مهاجر بن مِسْمار المدني: منكر الحديث.
_________
٧- التاريخ الكبير "١/ ٣٢٠"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦١"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٦٣" مثله.
٨- جزم في الكبير بكونه الذي بعده، وهو في الأوسط "٢/ ٢٣٥"، والكامل "١/ ٢١٨" مثله.
٩- وفي الأصل: بشير بن عمر، والصواب ما أثبت كما في المصادر الأخرى، وليس في الأصل: "تنهاني عنه"، وقد أثبتها كما في المطبوع والكبير، وليس في الأصل ولا المطبوع كلمة "ليس"، وقد استدركتها من الكبير، وفيه أيضا زيادة، وهي: قال يحيى: كنا نتهمه بالكذب.
١٠- في التاريخ الكبير "١٠٢٢"، وفي الأوسط "٢/ ٥٠"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦٦"، والكامل لابن عدي "١/ ٢١٢" مثله.
١١- في التاريخ الكبير "١٠٣٣"، وفي الأوسط "٢/ ٢٦٤"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦٦"، والكامل لابن عدي "١/ ٢١٦" مثله.
1 / 22
١٢- إبراهيم بن هَرَاسَة أبو إسحاق الشيباني الكوفي: متروك الحديث، كان مروان الفزاري، يقول: أبو إسحاق الشيباني، تكلَّم فيه أبو عبيد وغيره.
١٣- إبراهيم بن يزيد الخوزي أبو إسماعيل مكي، سكتوا عنه، يروي عن محمد بن عباد بن جعفر، وعمرو بن دينار.
_________
١٢- في التاريخ الكبير "١٠٥١"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٦٩"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٤٤" مثله، وفي الأوسط "٢/ ٢٥٤" قال: تركوه، والباقي بنحوه.
١٣- في التاريخ الكبير "١٠٥٨"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٧٠"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٢٦" مثله، وفي الأوسط "٢/ ١٠٣": قال يحيى بن سليم: لا يحتجون بحديثه.
1 / 23
"باب إسماعيل":
١٤- إسماعيل بن إبراهيم بن مُهاجر البجلي الكوفي: عن أبيه، وعبد الملك بن عمير، روى عنه أبو نُعيم، في حديثه نَظَر.
١٥- إسماعيل بن إبراهيم، كوفي أبو يحيى التيمي، عن مُخَارق، ومُطرف، قال ابن نُمَير: هو ضعيف جدا.
١٦- إسماعيل بن أبي إسحاق، أبو إسرائيل المُلائي العبسي الكوفي، عن الحكم، وعطية، ضعفه أبو الوليد، قال: سألته عن حديث ابن أبي ليلى، عن بلال كان يُرْوى عن الحَكَم، في الأذان؟ قال: سمعته من الحكم، أو الحسن ابن عُمارة.
١٧- إسماعيل بن أبان، عن هشام بن عروة: متروك، وكُنْيته أبو إسحاق، الكوفي.
_________
١٤- في التاريخ الكبير "١٠٧٩"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٧٣" مثله، وفي الأوسط "٢/ ١٣٨": عنده عجائب.
١٥- في التاريخ الكبير "١٠٨٢"، والأوسط "٢/ ٢٣٣"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٧٤"، والكامل لابن عدي "١/ ٣٠٨" مثله.
١٦- في التاريخ الكبير "١٠٩١"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٧٥-٧٦"، والكامل لابن عدي "١/ ٢٩٠" مثله، وفي المطبوع: أو الحسن بن عمارة عنه، وذكره في الأوسط "١/ ١٤٢"، ولم يذكر فيه شيئا.
١٧- في التاريخ الكبير "١٠٩٣" مثله، وفي الأوسط "٢/ ٣٠٨"، وقال: ترك أحمد والناس حديث إسماعيل بن أبان صاحب هشام بن عروة.
1 / 24
١٨- إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفَيراء ابن أخي عبد العزيز بن رفيع المكي، نَسَبَه زيد بن الحُبَاب، سمع عطاء، وسعيد بن جبير، روى عنه الثَّوْري، ووكيع، قال يحيى القطان: تركتُ إسماعيل بن عبد الملك، ثم كتبت عن سفيان بن عيينة، وهو أبو عبد الملك، يكتب حديثه.
١٩- إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت أبو مصعب المدني: منكر الحديث، وكان قد أتى عليه إحدى وتسعون سنة، وكان عنده كتاب عن أبي حازم، فَضَاع منه، ولم يكن عنده كتاب إلا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، حدثنيه عبد الرحمن بن شيبة.
٢٠- إسماعيل بن مسلم المكي: عن الحسن والزُّهري، تركه ابن المبارك، وربما روى عنه.
_________
١٨- في التاريخ الكبير "١١٦٢"، والضعفاء للعقيلي "١/ ٨٦"، والكامل "١/ ٢٧٩"، مثله، بل زاد هنا: يكتب حديثه، وفي المطبوع زيادة: وقال عبد الرحمن -وذكر إسماعيل بن عبد الملك- وكان قد حمل عن سفيان عنه، وقال: أستخير الله، وأضرب على حديثه.
١٩- في التاريخ الكبير "١١٧٢"، والضعفاء "١/ ٩١"، والكامل "١/ ٣٠١" مثله، وفي الأوسط "٢/ ٢٨٧" نحوه، وفي المطبوعتين: قال روى عنه عبد الرحمن بن أبي شيبة، وهو خطأ، فإن الذي في التاريخ الكبير قاله لي عبد الرحمن بن شيبة، وهو موافق لأصلنا، وهو عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، ترجمته في التهذيب وغيره.
٢٠- في التاريخ الكبير "١١٧٩"، وفي الأوسط "٢/ ٧٨"، والضعفاء "١/ ٩١"، والكامل "١/ ٢٨٣"، مثله، وزاد: وتركه يحيى، وابن مهدي.
1 / 25
"باب إسحاق":
٢١- إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أبو سليمان: مولى عثمان بن عفان، قرشي، مدني، تركوه.
٢٢- إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي: يعد في أهل المدينة، عن المسيب بن رافع رَوى عنه وكيع، وابن المبارك، يتكلمون في حفظه، يُكتب حديثه.
٢٣- إسحاق بن الحارث الكوفي: عن كردم بن أبي السائب، روى عنه، ابنه عبد الرحمن، نسبه القاسم بن مالك، وعبد الرحمن، يتكلمون فيه، وفيه نظر.
٢٤- إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس أبو يعقوب: مولى كثير بن الصلت، عن سعد بن إسحاق، وإسماعيل بن مصعب، روى عنه مَرْحوم، وابن أبي أويس، في حديثه نظر.
_________
٢١- في التاريخ الكبير "١٢٦٠"، والكامل لابن عدي "١/ ٣٢٧" مثله، وزاد: نهى ابن حنبل عن حديثه.
٢٢- في التاريخ الكبير "١٢٩٩" والضعفاء "١/ ١٠٤"، والكامل "١/ ٣٣٣" مثله، وليس في الكبير والكامل قوله: يكتب حديثه.
٢٣- في التاريخ الكبير "١٢٢٩"، والضعفاء "١/ ١٠١" مثله، وليس فيه قوله: وفيه نظر، إلا أنه وقع اسم شيخه في هذا الموضع: كردم بن السائب، وهو كذلك في الأصل، وفي المطبوعين: كودم بن أبي السائب، وفي التاريخ الكبير "٧/ ٢٣٧": كردم بن أبي السائب كما أثبت، وهو الصواب كما بينه الحافظ في الإصابة "٥/ ٢٩٦". وفي الكامل "١/ ٣٣٥": قال: روى عنه ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن ضعفه أحمد.
٢٤- في التاريخ الكبير "١٢١١"، والضعفاء، "١/ ٩٨"، والكامل "١/ ٣٣٤" مثله، وقد وقع في الأصل: نشطاس، وهو خطأ.
1 / 26