الإحسان إلى المتوجهين بالدعاء إليه سبحانه باستجابة دعائهم الذي يرفعونه إلى الله خالصا له وحده، جل شأنه، كما قال الرسول الكريم في دعائه: " اللهم إني أسألك بنور وجهك، الذي أضاءت به الظلمات " وذلك في دعائه ﷺ وهو عائد من الطائف، بعد أن أعرض عنه أهلها، وسلطوا عليه الغلمان والصبيان يرمونه بالحصا، ويرجمونه بالسباب.. فأنت بأبي وأمي يا رسول الله! فالرسول ﷺ إذ دعا بنور وجهه، فهو يدعو في هذا الحديث المنسوب إليه بفضل الله وإحسانه، ثم يمضي ابن دحلان في هذا الخلط فيقول في ص: ٩ - ١٠ "وقد توسل به ﷺ أبوه آدم، قبل وجود سيدنا محمد ﷺ حين أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها".
ويستدل ابن دحلان على هذه الأسطورة بحديث رواه الحاكم والطبراني، وهو: قال رسول الله ﷺ " لما اقترف آدم الخطيئة، قال: يا رب، أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي. فقال الله تعالى: يا آدم، كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال يا رب، إنك لما خلقتني رفعت رأسي، فوجدت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم.. إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه، فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك!! ". وهذا لا شك حديث مفترى على رسول الله ﷺ افتراه الصوفية والحلولية الذين يقولون بوحدة الوجود، ويقولون بما يسمونه الحقيقة المحمدية "التي نسجوا منها هذه الأسطورة التي تجعل رسول الله ﷺ إلها مع الله، قائمًا على هذا الوجود خلفًا وأمرًا.. وأنه ما كان رسول الله ﷺ أن ينطق بشيء من هذا، وحاشاه - صلوات الله وسلامه عليه- أن يفتن أصحابه وأتباعه فيه، وهو الذي يقول: