138

دروس الدكتور عمر عبد الكافي

دروس الدكتور عمر عبد الكافي

Türler

تعلق سوء الخاتمة بعمل العبد في حياته كلها السؤال هل سوء الخاتمة مرهون بآخر لحظة للإنسان في حياته، أم مرهون بحياته كلها؟ الجواب سوء الخاتمة مرهون بحياته كلها، ثم تنتهي حياته كما زرعها، مثل شجرة الحنظل فإنها تزرع وتأخذ مدة، وفي النهاية تصدر حنظلًا مرًا علقمًا، قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة -الأترجة: فاكهة- ريحها طيب وطعمها حلو، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها حلو ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة طعمها مر وريحها طيب، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها، وطعمها مر). فالخاتمة مرهونة بسابقة عمله، وليس بالعمل الأخير؛ لأن ربنا ﷾ لا يظلم الناس شيئًا، فليس هذا مبني على عمل واحد، وإنما سابقة أعماله كانت هكذا، ومات على غير توبة، أو مات على ضلالة، أو مات على غرور، أو مات على ظلم، أو مات على افتراء، أو مات على كبر طول حياته، فهو لم يظلم الآن وإنما ظلم طوال حياته، وهكذا.

19 / 3