Doctrine of Monotheism in the Holy Quran
عقيدة التوحيد في القرآن الكريم
Yayıncı
مكتبة دار الزمان
Baskı Numarası
الأولى ١٤٠٥هـ
Yayın Yılı
١٩٨٥م
Türler
فيحييهم شعيب ﵇ جواب الواثق بدينه المتوكل على ربه بأنه لن يترك دينه وتوحيده لله إلى الشرك والوثنية، وهذا ما يريده المشركون من الموحدين في كل زمان: إما أن يتبعوهم على كفرهم وشركهم بالله أو يخرجوهم ويطردوهم، وجواب شعيب هو الجواب الحق لكل موحد: ﴿قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا﴾ ١.
وهذا فيه بيان صريح أن ملة الشرك ملة كاذية باطلة، وفيه إشارة كذلك لمشركي قريش أن محمدًا ﷺ لن يستجيب لطلبهم عبادة أوثانهم سنة على أن يعبدوا إلهه سنة٢.
ويزداد قوم شعيب تهكمًا به وسخرية بدينه: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ ٣.
ويظل شعيب يستعطف قلوبهم للتوحيد دون أن يؤذيهم بكلمة قاسية، وأن لا تكون عداوتهم له سببًا في إصرارهم على الشرك، ويذكرهم بما حل بالأمم المشركة لاستكبارها عن التوحيد: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ، وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ ٤.
وما زادهم كل هذا التلطف والتودد إلا سخرية ونفورًا من التوحيد، عندها
١ سورة الأعراف آية ٨٩.
٢ انظر تفسير ابن كثير ٤/٥٦٠.
٣ سورة هود آية ٨٧.
٤ سورة هود آية ٨٨-٩٠.
1 / 217