المبحث الثالث: مناظرته مع ثلاثة من رهبان الصعيد في شركهم ومخالفتهم لدين إبراهيم والمسيح ﵉: ويشتمل على مطلبين:
المطلب الأول: عرض المناظرة
تمهيد:
وقعت هذه المناظرة لشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ وهو في حبس قاعة الترسيم (^١)، وذلك في السجن الرابع الذي سجنه الشيخ ﵀، وكانت هذه المناظرة في آخر شهر شوال سنة سبع وسبعمائة إلى أول سنة ثمان وسبعمائة للهجرة النبوية. وذلك أنه لما اختار بعد السجنة الثالثة السفر إلى دمشق بشروط، ردوه من مثاني الطريق يوم ليلة سفره الثامن عشر من شهر شوال سنة سبع وسبعمائة للهجرة بمشورة نصر المنبجي الحلولي (^٢)، الذي له مكانة عند الوالي، فعُرض الشيخ على قضاة المالكية فاختلفوا، فلما رأى الشيخ ذلك قال: (أنا أمضي إلى الحبس وأتبع ما تقتضيه المصلحة) (^٣) فعكف عليه الناس زيارة وتعلمًا واستفادة، وكان ممن دخل عليه ثلاثة من رهبان النصارى فحصلت بينه وبينهم هذه المناظرة (^٤).
(^١) الترسيم نوع من الحبس. انظر: مجموع الفتاوى (٣٥/ ٣٩٩)، (١٥/ ١٣٦).
(^٢) سبق ترجمته.
(^٣) العقود الدرية (ص:٢٨٧).
(^٤) انظر: المداخل إلى آثار شيخ الإسلام وما لحقها من أعمال (ص ٣٥).