ولا يوصف تعالى بأنه نبيل؛ لأن النبل عند أهل اللغة إنما هو الحسن والجمال مع صيانة النفس وتكامل الخلال المحدودة، فلما كان الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الأحوال ولم يجز أن يفضل وأن ينبل بأفعاله، ولا يتكامل بالخلال كما ينبل النبيل منا لم يجز أن يوصف بأنه نبيل.
[وصف الله تعالى بأنه حاذق]
ولا يوصف بأنه حاذق؛ لأن الحذق أصله في اللغة القطع، يقال: سكين حاذق، يراد أنه قاطع، قال أبو ذؤيب (¬1) :
يرى ناصحا فيما بدا، فإذا ... خلا ... فذلك سكين على الحلق ... حاذق (¬2)
وخل حاذق: شديد الحموضة كأنه يقطع. وإنما يقال: حذق فلان هذا الشيء يراد أنه قطع بعلمه، وفرغ منه؛ فلما لم يجز على الله تعالى التعلم لم يجز أن يقال: إنه حاذق، ولا يجوز أن يقال إنه قد حذق.
[وصف الله تعالى بأنه ذكي]
Sayfa 57