ولا يوصف تعالى بأنه كامل؛ لأن الكامل منا هو الذي تمت أبعاضه، والناقص هو الذي نقصت أبعاضه عن أبعاض الكامل منا. وكذلك الكامل في خصاله منا نحو كمال الرجل في علمه وعقله ورأيه وقوته وفصاحته وسماحته إنما يصير بهذه الخصال كاملا لتكامل خصاله هذه وتمامها، ويكون ناقصا عن حد الكمال بنقصان هذه الحال، فلما كان الله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يوصف بالأبعاض لم يجز أن يوصف بالكمال في ذاته ولا بالنقصان. ولما لم يجز أن يشرف بأفعاله لم يجز أن يوصف بالكمال من جهة الأفعال كما يوصف الإنسان بذلك.
ولا يجوز أيضا أن يوصف تعالى بأنه تام وأنه وافر؛ لأن تأويلهما تأويل الكامل؛ فلهذا لم تجز هذه الصفات عليه عز وجل.
ولا يجوز عليه تعالى التبعيض ولا الكل ولا التفريق ولا التأليف.
ولا يوصف تعالى بأنه شجاع؛ لأن الشجاعة إنما هي من الجسرة (¬1) على المكاره والأمور المخوفة، فلما كان الله عز وجل لا يجوز أن يخاف شيئا ولا أن يحذره لم يجز أن يوصف بالشجاعة ولا بالجرأة.
[وصف الله تعالى بالوزارة والمساعدة والتجريب والسكوت والنطق والفصاحة والبلاغة والخطابة والكلام والملاحة والحسن والجمال]
Sayfa 50