275

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Türler

ومما يدل على أن لا شيء مخلوقا إلا والله تعالى مريد له، قوله عز وجل: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذالك غدا إلآ أن يشآء الله} (¬1) فخبر أنه لا يكون شيء في الأرض يشاؤه أحد إلا أن يشاء الله لقوله تعالى: {ولا تقولن} يا محمد لشيء إني فاعل إلا أن يشاءه. وقوله تعالى: {وما تشآءون إلآ أن يشآء الله} (¬2) ، فخبر أنه لا إن نشأ شيئا فيكون إلا أن /121/ يشاء الله كونه، وهذه آيات محكمات.

وأجمع أهل الفقه بأسرهم لو أن رجلا قال لرجل عليه له دين: لأعطينك حقك غدا إن شاء الله، ثم أصبح ولم يعطه أنه غير حانث بإجماع الأمة وفقهاء الأمصار والتابعين، لا خلاف بينهم في ذلك بأن الله تعالى لو شاء أن يعطيه لأعطاه. فعلم بذلك وبكتاب الله تعالى أنه لا يكون ما لم يشأ؛ لأن الله تعالى لو شاء أن يعطيه حقه فلم يعطه لكان العبد حانثا في يمينه، فلما أجمع فقهاء الأمصار أنه لو جاء الوقت في غد ولم يعطه كان حانثا كان ذلك أدل على أن الله تعالى لو شاء (¬3) لكان معطيا له.

فلا يكون في الأرض إلا ما شاء الله، ولو لم يكن إلا هذا الدليل لوجب كون الإرادة وإثبات القضاء والقدر لله تعالى تبارك وتعالى.

* مسألة [إرادة الله تعالى والفواحش]:

Sayfa 279