Divan-ı Macani
ديوان المعاني
Yayıncı
دار الجيل
Yayın Yeri
بيروت
والسفر وسد مناخر الرياح الزعازع وأطبق أجفان البروق اللوامع وقطع ألسنة الرعود بسيف الوعيد ونظم صوب الغمام نظم الفريد ورفع عن الأرض سطوة الزلازل وقضى ما يراه على القضاء النازل وعرض الشيطان بمعرض الإنسان وكحل العيون بصور الغيلان وأنبت العشب على البحار وألبس الليل ضوء النهار أولم يعلم أن مهاجرة من هذه قدرته ضلال ومنابذة من هذه صورته خبال وأن من له هذه المعجزات يشتري رضاه بالنفس والحياة ومن يأتي بهذه الآيات يبتغي هواه بالصوم والصلاة ومن لم يتعلق منه بحبل كان بهيمًا لا شية به ومن لم يأو منه إلى ظل ظليل ظل صريعًا لا عصمة له ولم لا يسترد عازب الرأي فيعلم أنه ما لم يعاود الصلة مأفون ويستعيد غائب الفكر فيفهم أنه إن أقام على الفرقة مغبون أظنه يقدر أن الاستغناء عني هو الغناء والغنى ولا يظن أن الالتواء علي هو البلاء والبلى ويخال أنه مكتفٍ بماله وعرضه ومتعزز بسمائه وأرضه ولا يشعر أني كل لبعض وطول في عرض وأن قوة الجناح بالقوادم دون الخوافي وعمل الرماح بالأسنة دون العوالي، ليس إلحاحي على سيدي مستعيدًا وصاله ومستصلحًا بالالحاف خصاله وعدي عليه هذه العجائب لاستمالته من جانب إلى جانب لأني ممن يرغب في راغب عن وصلته أو ينزع إلى نازع عن خلته أو مؤثل حالًا عند من ينحت أثلته ومقبل بوده على من لا يجعله قبلته فإني لو علمت أن الأرض لا تسف تراب قدمي لما وضعت عليها جانبًا وإن السماء لا تتوق إلى تقبيل هامتي لما رفعت إليها طرفًا ولكني أكره أن يعرى نحره من قلادة الحمد ويجنب جبينه إكليل المجد ويظل وجه الوفاء يقبضه على يده مسودًا وركن الإخاء بفته في عضده منهدًا ولا يعجبني أن يكسو ضوء مكارمه كلف الخمول وبأذن لطوالع معاليه بالأقول فإن فضل سيدي الخمود على الوقود والعدم على الوجود ونزل من شامخٍ إلى خفضٍ ومن حالق إلى دحض وجاهزًا بهجره وأصر على صرمه ومال إلى الملال ولم يصل نار الوصال حللت عنه معقود خنصري وشغل عن الشغل به
1 / 87