وجعل يرسل إليها خالد بن إبراهيم فلم تلبث أن علقت خالدًا وتركت أبا ذؤيب فجعل أبو ذؤيب يعاتب خالدًا، مثل قوله:
(فنفسكَ فاحفظها ولا تبدِ للعدى ... من السرَ ما يُطوَى عليهِ ضميرُها)
(رعى خالدٌ سرِّي لياليَ نفسهُ ... توالى على قصدٍ السبيلِ أمورها)
(فلما تراماهُ الشبابُ وغيهُ ... وفي النفس منهُ غَدرة ونحورها)
(لوى رأسهُ عني ومال بودهِ ... أغانيجُ خَوْدٍ كان فينا يزورها)
(تعلقهُ منها دلالٌ ومقلةٌ ... تظلُ لأصحاب الشقاءِ تُديرها)
(وما أنفسُ الفتيانِ إلا قرائنُ ... تبينُ ويبقى هامُها وقبورُها)
فأجابه خالد:
(لا يبعدن اللهُ حلمك إذ غزا ... وسافرَ والأحلام جمٌ عثورُها)
(لعلك إما أمُ عمرو تبدلت ... سواك خليلًا شاتمي تستخيرها)
(فلا تجزعن من سنةٍ أنت سرتها ... فأول راضيُ سنة من يسيرها)
وهذا جواب لا نرى أقطع منه لأنه ذكر أنه إنما جوزي بمثل فعله:
(فإن التي فينا زعمتَ ومثلها ... لفيك ولكني أراك تجوزُها)