Divan-ı Macani
ديوان المعاني
Yayıncı
دار الجيل
Yayın Yeri
بيروت
وقلت في معناه:
(تقاصرَ عن نداه باعُ شكري ... قصورَ الزجَ عن زلقِ اللسانِ)
(وآسى أن تطولَ بداي منهُ ... إلى ما لا يُطاوِلُهُ لساني)
(كأن ندى يديه عناقُ بينٍ ... فليس يَسرُّني إلا شجاني)
(لهجتُ بذكره لأبينَ عنه ... فضاقَ بوصفه ذرعَ البيان)
(حناني ثقله ولو أنَّ قوسًا ... تلقى منكبيّ لما حناني)
(فها أنا منه مفتقرٌ وغان ... وقلبي فيه منطلقٌ وعان)
وقال البحتري:
(إني هجرتك إذ هجرتك وحشةً ... لا العودُ يذهبها ولا الابداءُ)
(أخجلَتني بندى يديك فسوَّدتْ ... ما بيننا تلك اليدُ البيضاءُ)
(وقطعتني بالجودِ حتى إنني ... متخوفٌ أن لا يكون لقاء)
(صلةٌ غدتْ في الناسِ وهي قطيعةٌ ... عجبًا وبرٌ راحَ وهو جفاء)
(لَيُواصِلَنَّكَ ركبُ شعرٍ سائر ... يرويه فيك لحسنهِ الأعداء)
(حتى يتمَّ لك الثناءُ مخلَّدًا ... أبدا كما تّمت لك النّعماء)
(فتظلُ تحسدَك الملوكُ الصِّيد بي ... وتظلُّ تحسُدني بكَ الشعراء)
وقد أحسن ثمامة فيما كتب إلى بعضهم: قد حيرني سوء رأيك في فما أهتدي لطلب الاعتذار وأنت مولى نعمة أنا عبد شكرها فلا تفطمني من حسن رأيك فأضوي ولا تسقطني عن حيطتك فأثوي وقريب من المعنى الأول قول البحتري:
(مَن مُعيني منكم على ابنِ فُراتٍ ... ومكافاةِ ما أنالَ وأسدَى)
(كلما قلتُ أطلقَ الشكرُ رقي ... رجعتني لَهُ أياديه عبدا)
سمعت عم أبى يقول ما سمعنا بالرضا بالقسمة والشكر أحسن من قول صالح بن مسمار: ما أدري أنعمة الله فيما بسط عليَ أفضل أم نعمته فيما زوى عني فجعل ما منعه نعمة والناس يجعلونه محنة ونقمة. وكتب بعضهم في المعنى الأول: أنا وإن كنت
1 / 128