(ثأرت عديا والخطيم فَلم أَضَع ... ولَايَة أَشْيَاخ جعلت إزاءها)
٢ - وَقَالَ الْحَارِث بن هِشَام
٣ - (الله يعلم مَا تركت قِتَالهمْ ... حَتَّى علوا فرسي بأشقر مُزْبِد)
ــ
١ - ثأرت عديا والخطيم أَي قتلت من قَتلهمَا وعدي جده والخطيم أَبوهُ وَقَوله جعلت إزاءها أَي جعلوني أقوم بهَا من قَوْلك فلَان إزاء مَال إِذا كَانَ يقوم بإصلاحه يَقُول قتلت من قتل أبي وجدي فَلم أضيع فِي طلب ثأرهما حُقُوق شُيُوخ جعلوني إزاءها وَقَائِمًا بهَا
٢ - الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم والْحَارث هَذَا أَخُو أبي جهل وأمهما أَسمَاء بنت مخرمَة النهشلية وَهُوَ شَاعِر مخضرم شهد غزَاة بدر مَعَ الْمُشْركين وفرعن أَخِيه أبي جهل فَعَيَّرَهُ بذلك حسان بن ثَابت فِي قصيدة يَقُول فِيهَا يُخَاطب نَفسه
(إِن كنت كَاذِبَة الَّذِي حَدَّثتنِي ... فنجوت منجى الْحَارِث بن هِشَام)
(ترك الْأَحِبَّة أَن يُقَاتل دونهم ... وَنَجَا بِرَأْس طمرة ولجام)
فَأَجَابَهُ الْحَارِث بن هِشَام وَهُوَ مُشْرك يَوْمئِذٍ بِهَذِهِ الأبيات وَأسلم الْحَارِث يَوْم الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَلم ير فِي إِسْلَامه شَيْء يكره وَأَعْطَاهُ النَّبِي ﷺ مائَة من الْإِبِل من غَنَائِم حنين وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا أَيَّام عمر ابْن الْخطاب بأَهْله وَمَاله فَلم يزل يُجَاهد حَتَّى اسْتشْهد يَوْم اليرموك فِي رَجَب من سنة خمس عشرَة
٣ - الله يعلم لَفظه لفظ الْخَبَر وَقصد بِهِ إِلَى الْقسم وَالْيَمِين وعني بالأشقر المزبد الدَّم وَجعله مزبدا لِأَنَّهُ إِذا بدر من الطعنة أزبد أَي علاهُ زبد وَمعنى ذَلِك أَنه مَا انهزم حَتَّى جرح فرسه فعلاه دَمه أَو جرح هُوَ فعلا فرسه دَمه
1 / 56