56

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Yayıncı

الدار القومية للطباعة والنشر

Yayın Yeri

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Türler

يَجُشُّ رَعْدًا كهَدْرِ الفَحْلِ تَتبعُه ... أُدْمٌ تَعطَّفُ حَوْلَ الفَحْلِ ضَحضاحُ (١) قوله: يَجُشّ رعدا، يعني البَرْقَ يَستَخْرجُ رَعْدا ويستثيره كما تُجَشُّ البئرُ: تُكسَحُ ويُخرَجُ ما فيها. وضَحضاح، أصلُ الضَّحْضاح الماء الرقيق، فأراد هاهنا جماعةً إبلٍ قليلة (٢). فهُنّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولَمْ ... يَحْفِزْ ولَمْ يُسْلِه عنهنّ إِلقاحُ فهنّ صُعْرٌ: يعني الإبلَ، أي مِيلٌ إلى هَدرِ هذا الفَحْلِ. ولم يَحْفِز: لم تَذهَبْ غُلمَتُه (٣). ولم يُسلِه إلْقاح: يقال: أَلْقَحَها يُلْقِحُها: إذا ضَربَها فحمَلتْ. فمَرَّ بالطَّيرْ منه فاعِمٌ كَدِرٌ ... فيه الظِّباءُ وفيه العُصمُ أَجناحُ (٤)

(١) الأدم: الإبل في لونها بياض، الواحد آدم وأدماء. شبه البرق فيه رعد وقطع السحاب حوله بفحل الإبل المرغى تجتمع حوله الإبل. وروى "أوضاح" مكان قوله: "ضحضاح" أي إبل بيض. وروى: "أنضاح" جمع ناضح. (٢) في اللسان عن خالد بن كلثوم أن معنى الضحضاح كما في هذا البيت الإبل الكثيرة. قال: الضحضاح في لغة هذيل: الكثير، لا يعرفها غيرهم. (٣) يلاحظ أن تفسير الحفز بهذا المعنى تفسير باللازم، إذ لم نجده بهذا المعنى فيما راجعناه من كتب اللغة. والذي وجدناه ما نقله صاحب التاج عن الصاغاني أن الحفز بمعنى الجماع. ويلزم منه ما ذكر الشارح هنا. وفي اللسان مادة "صعر"، "ولم يجر" مضبوطا بضم الياء وسكون الجيم وفتح الراء مكان قوله: "ولم يحفز"؛ فلعله تحريف. وشرح هذا البيت ساقط من النسخة التي بين أيدينا من شرح السكري لديوان أبي ذؤيب؛ وكذلك بقية القصيدة. (٤) ورد هذا البيت في اللسان مادة "جنح" وفسر الأجناح فيه بالموائل. يشير إلى غزارة هذا السيل وكثرة الطير الحائمة عليه، فيقول: إنه قد مر بالطير منه ما ملأ الأودية والوهاد، وإن الظباء والوعول قد لزمت الأرض ولصقت بها خشية منه. والعصم: جمع أعصم، وهو من الوعول والظباء ما في ذراعيه بياض وسائره أسود أو أحمر.

1 / 48