وليس فتى من يدعي البأس وحده # إذا لم يعوذ بأسه بسخاء (1)
وما أنت بالمبخوس حظا من العلى # ولا قانعا من عيشه بكفاء
نصيبك من ذا العيد مثلك وافر # وسعدك فيه مؤذن ببقاء
ولو كان كل آخذا قدر نفسه، # لكانت لك الدنيا بغير مراء
وما هذه الأعياد إلا كواكب # تغور وتولينا قليل ثواء (2)
فخذ من سرور ما استطعت وفز به # فللناس قسما شدة ورخاء
وبادر إلى اللذات، فالدهر مولع # بتنغيص عيش واصطلام علاء (3)
أبثك من ودي بغير تكلف # وأرضيك من نصحي بغير رياء
وأذكر ما أوليتني من صنيعة، # فأصفيك رهني طاعة ووفاء
أعني على دهر رماني بصرفه، # ورد عناني، وهو في الغلواء (4)
وحلأني عمن أعد بعاده # سقامي ومن قربي إليه شفائي (5)
فقدت، وفي فقد الأحبة غربة # وهجران من أحببت أعظم داء
فلا تطمعن، يا دهر، في، فإنه # ملاذي مما راعني، ووقائي
أرد به أيدي الأعادي، وأتقي # نوافذ شتى من أذى وبلاء
ألذ بقلبي من مناي تقنعي، # وأحسن عندي من غناي غنائي (6)
ومن كان ذا نفس تطيع قنوعة # رضي بقليل من كثير ثراء
فالعيد يأتي مرة في السنة ومعه يفسح المجال أمام لذات قد تعقبها مرارة.
Sayfa 12