وأطمعني في العز أني مغامر، # جري على الأعداء والقلب قلب (1)
وعندي مما خول الله سابح، # وأسمر عسال وأبيض مقضب (2)
وليس الغنى في الخلق إلا غنيمة # تحامي عليها، والمعالي تغلب
إذا قل مالي قل صحبي، وإن نما # فلي من جميع الناس أهل ومرحب
غنى المرء عز، والفقير كأنه # لدى الناس مهنوء الملاطين أجرب (3)
تطالبني نفسي بكل عظيمة، # أرى دونها جاري دم يتصبب
ويأمرني الذلان أن لا أطيعها، # وأعلم من طرق العلى أين أذهب (4)
إذا كان حب المرء للشيء ضيعة، # فأضيع شيء ما يقول المؤنب
أنا السيف إلا أنني في معاشر # أرى كل سيف فيهم لا يجرب
ولا علم لي بالغيب إلا طليعة # من الحزم لا يخفى عليها المغيب
أجرب من أهواه قبل فراقه، # فيصدق منه الغدر والود يكذب
تغير لي أخلاق من كنت أصطفي، # وتغدرني أيام من كنت أصحب
فلو لوحت لي بالبروق سحابة، # لأغضيت علما أن ما بان خلب (5)
إذا شئت فارقت الحبيب، وبيننا # من الشوق ما يملي علي وأكتب
وليس نسيبي أن في القلب لوعة، # ولكنني أبكي زماني وأندب
وما نافعي عند البعيد تقربي، # ولا ضائري عند القريب التجنب
قريب الفتى دون الأنام صديقه، # وليس قريبا منه من لا يقرب
وما في نجاد السيف زين لحامل، # ولا الزين إلا للفتى يوم يضرب
Sayfa 80