نائي الدار قريب
(الطويل)
يقر بعيني أن أرى لك منزلا # بنعمان يزكو تربه ويطيب
وأرضا بنوار الأقاحي صقيلة، # تردد فيها شمأل وجنوب
وأي حبيب غيب النأي شخصه، # وحال زمان دونه وخطوب
تطاولت الأعلام بيني وبينه، # وأصبح نائي الدار، وهو قريب
لك الله من مطلولة القلب بالهوى، # قتيلة شوق، والحبيب غريب (1)
أقل سلامي إن رأيتك خيفة، # وأعرض كيما لا يقال مريب
وأطرق والعينان يومض لحظها # إليك، وما بين الضلوع وجيب (2)
يقولون: مشغوف الفؤاد مروع، # ومشغوفة تدعو به فيجيب
وما علموا أنا إلى غير ريبة، # بقاء الليالي نعتدي ونئوب
عفافي من دون التقية زاجر، # وصونك من دون الرقيب رقيب
عشقت وما لي، يعلم الله، حاجة # سوى نظري، والعاشقون ضروب
وما لي يا لمياء بالشعر طائل، # سوى أن أشعاري عليك نسيب
أحبك حبا لو جزيت ببعضه، # أطاعك مني قائد وجنيب (3)
وفي القلب داء في يديك دواؤه، # ألا رب داء لا يراه طبيب
سرى لك من أوطانه كل عارض # تضاحك فيه البرق وهو قطوب (4)
ولا زال خفاق النسيم مرقرقا # عليك، وأنواء الغمام تصوب
غ
Sayfa 170