فأين النفوس الآبيات مليحة # من الضيم والأيدي الطوال الغوالب (1)
وأين الطعان الشزر يثنى بمثله # رقاب الأعادي دوننا والكتائب (2)
إذا لم يعنك الله يوما بنصرة، # فأكبر أعوان عليك الأقارب
وإن هو لم يعصمك منه بجنة، # فقد أكثبت للضاربين المضارب (3)
تناهى بنا الآجال عن كل مدة، # وما تنتهي بالطالبين المطالب
نغر بإيعاد الردى، وهو صادق، # ونطمع في وعد المنى، وهو كاذب
أفي كل يوم لي صديق مصادق # يجيب المنايا، أو قريب مقارب
لعمري، لقد أبقى علي بيومه # لواعج تمليها علي العواقب
رماه الردى عن قوسه، فأصابه، # ولم يغننا أن درعتنا التجارب
هو الوالج العادي الذي لا يروعه # من الباب بواب عليه وحاجب
ولا ناصر، سيان من هو حاضر، # إذا ما دعا منا، ومن هو غائب
نسير وللآجال فوق رءوسنا # تهزم نوء بالمقادير صائب (4)
وما يعلم الإنسان في أي جانب # من الأرض يأوي منه في الترب جانب
مصاب رمى من هاشم في صميمها # فأمست ذراها خشعا والغوارب (5)
وأطلق من وجد حباها، ولم تكن # لهاشم، لولاه، العقول العوازب (6)
Sayfa 140