البحر : - 1
رويدك عن تفنيد ذي المقلة العبرى
وقصرك أن الدمع غاية ما نهوى
2
ولا تبك إلا بعد طول صبابة
وحسبك من فرط الصبابة ما أبكى
3
إذا الدمع لم يبرح محلا يحله
سرى الدمع من أجفانه قلق المسرى
4
حماه الكرى برق تألق بالحمى
إذا ما خفى وهنا أبى الشوق أن يخفى
5
وقى الله من شكوى الصبابة خلة
شكوت الذي ألقى فأضعف في الشكوى
6
أكاتم بلوى الحب كيما أبيده
وعينيتفيض الدمععين على البلوى
7
أواصل فيها الدمع يدمى مسيله
وأقطع أنفاسا مسالكها تدمى
8
تذكرت إذ سهم الهوى غير طائش
وإذ أسهم الأيام طائشة المهوى
9
وكم ليلة أحيت نفوس ذوي الهوى
عناقا وكانت لا تموت ولا تحيا
10
ويوم أرانا العيش يهتز عزة
بما قد حوى من غرة الرشأ الأحوى
11
Sayfa 1
جلونا به الكاسات والأفق عاطل
إلى أن تبدى الأفق في حلة تجلى
12
فصافح منها الشرب كل مشوقة
عليها رجال الفرس يقدمهم كسرى
13
نحيا ونسقى في الزجاجة باطلا
إذا نحن حققنا التحية والسقيا
14
ويلبسه ساقي المدامة حلة
ولكنه في كف شاربه يعرى
15
وليل رحيب الباع مد رواقه
على الأفقحتى خيل في حلتي ثكلى
16
يقيد ألحاظ العيون حجابه
كأن بصير القوم من دونه أعمى
17
ترديته حتى رأيت رداءه
يرق بمنشور من الصبح لم يطو
18
ولاح لنا نهج خفي كأنه
إذا اطردت أثناؤهحية تسعى
19
إلى سيد يعطي على الحمد ماله
فيأخذ ما يبقى ويعطي الذي يفنى
20
وأبيض يحمي كل أبيض ماجد
إذا لاح فردا فهوصاحبه الأدنى
21
Sayfa 2
ومزمومة الأطراف مصفرة القرى
مؤلفة الأعضاء من فرق شتى
22
تشرد من أولادها كل زائر
فيا لك أما ما أعق وما أجفى
23
إذا طار عنها انفلفي كل نثلة
دلاص كما ينفل في الشمط المدرى
24
وإن حاد عن نفس هداه لها الردى
ولم ير سار قبله بالردى يهدى
25
طلعت عليه والذوابل تلتوي
أسنتها في نحر كل فتى ألوى
26
وأسفرت والألوان تربد خيفة
وبيض الظبا تدمى وسمر القنا تفنى
27
تقيلتعبد اللهفي البأس والندى
فما حدت يوما عن طريقته المثلى
28
وأنت رفعت الشعر بعد انخفاضه
بجودكحتى صار في ذروة الشعرى
29
فكم مدحة غب النوال تبسمت
كما ابتسم النوار غب حيا أروى
30
ثناء أبان الفضل مني لحاسد
تبين فيه ذلة العبد للمولى
31
Sayfa 3
يجول فجاج الأرض وهومقيد
بقافية يبلى الزمان ولا تبلى
32
وما ضر عقد من ثناء نظمته
وفصلته أن لا يعيش له الأعشى
البحر : - 1
Sayfa 4
أمن العيون تروم فقد عنائه
هيهات ضن سقامها بشفائه
2
ما كان هذا البين أول جمرة
أذكت لهيب الشوق في أحشائه
3
لولا مساعدة الدموع ودفعها
خوف الفراق أتى على حوبائه
4
مفقودة شية الجواد لنقعه
وحجول أربعة لخوض دمائه
5
أوجحفل لعبت صدور رماحه
فكأنما انقضت نجوم سمائه
6
لجب توشحت البسيطة سيله
وتعممت أعلامها بعمائه
7
متبسم قبل النهاركأنما
زر النهار عليه ثوب ضحائه
8
ويريك بين مدجج ومدرع
خلع الربيع الطلق بين نهائه
9
يثنيه في السير الحثيث بلحظه
كالريح تثني الغيم في غلوائه
10
فكأن أشتات الجبال تجمعت
فتعرضت من دونه وورائه
11
Sayfa 5
فهناك تلقى الموتفوق قناته
متبرجا والنصر تحت لوائه
12
أعدوهأوفى عليك مشوقا
بقراعهإذ لست من أكفائه
13
ومشمرا قد شلمن إدلاجه
ليل التمام ومل من إسرائه
14
ودقيق معنى العرف يجعل بشره
بدر العدو وتلك من أكفائه
15
وإذا النسيم وشى إليك مصبحا
بمسرة فحذار من إمسائه
16
قد قلتإذ سالت عدى أمامه
سيل السراب جرى على بطحائه
17
ما باله مغرى بوصل عدوه
وعدوه مغرى بوصل جفائه
18
يا موجبا حق السماح بنائل
تتقاصر الأنواء عن أنوائه
19
والمبتني بيت العلاء ببأسه
فغدا علاء النجم دون علائه
20
Sayfa 6
وإذا بحار المكرمات تدفقت
فجميعها تمتار من أندائه
21
كم منة لك ألبستني نعمة
تدع الحسود يذوب من برحائه
22
صنت الثناء عن الملوك نزاهة
وجعلته وقفا على آلائه
23
ألفاظه كالدر في أصدافه
لا بل تزيد عليه في لألائه
24
من كل ريقة الكلامكأنما
جاد الشباب لها بريق مائه
25
فالشعر بحر نلت أنفس دره
وتنافس الشعراء في حصبائه
26
وأنا الفداء لمن مخيلة برقه
حظي وحظ سواي من أنوائه
27
قمر إذا ما الوشي حينأذاله
كيما يصون بهاءه ببهائه
28
خفر الشمائل لوملكت عناقه
يوم الوداع وهبته لحيائه
29
ضعفت معاقد خصره وعهوده
فكأن عقد الخصر عقد وفائه
30
أدنوإلى الرقباء لا من حبهم
وأصد عنه وليس من بغضائه
31
Sayfa 7
لله أي محاجر عنت لنا
بمحجر إذ ريع سرب ظبائه
32
ونواظر وجد المحب فتورها
لما استقل الحيفي أعضائه
33
و حيا أرقت لبرقهفكأنه
قدح الزناد يطير في أرجائه
34
سار على كفل الجنوبمقابل
حزن البلاد وسهلها بعطائه
35
حنت رواعدهفأسبل دمعه
كالصب أتبع شدوه ببكائه
36
وسقت غمائمه الرياضكأنما
جود الأمير سقى رياض ثنائه
37
سفها لمن سماه سيف حفيظة
هلا أعار السيف من أسمائه
38
متجرد للخطب عراض القنا
والمشرفية من مشيد بنائه
39
ومواجه وجه العدو بصعدة
ينقض كوكبه على شحنائه
40
والروم تعلم أن تاج زعيمها
ملقى بحد السيف يوم لقائه
41
Sayfa 8
لما حماه القر سفك دمائهم
أضحى يعد القر من أعدائه
42
حمد الغمام وذمه ولربما
ساء الحبي وسر عند حبائه
43
قلق يفنيه الحديدفينثني
جزلان مثلوج الحشا بفنائه
44
إن الربيع مبيد خضراء العدا
ومسيل أنفسهم على خضرائه
45
ولو أنهم قدروا على أعمارهم
وصلوا بها الأحوال عمر شتائه
46
إن عاقه عما يحاول صنوه
وشبيهه في بشره وعطائه
47
Sayfa 9
فكأنني بجبينه في مأزق
متمزق عنه دجى ظلمائه
البحر : - 1
وشاحب اللبسة والأعضاء
أشعث نائي العهد بالرخاء
2
أفضى به العدم إلى الفضاء
فوجهه للضح والهواء
3
أغبر يحوي الرزق من غبراء
خفيفة ثقيلة الأرجاء
4
كأنها هلهلة الرداء
كلفها لحظ بنات الماء
5
بأعين لم تؤت من إغضاء
كثيرة تربى على الإحصاء
6
وأقبلت تملأ عين الرائي
بكل صافي المتن والأحشاء
7
أبيض مثل الفضة البيضاء
أوكذراع الكاعب الحسناء
8
فحازإذ خاطر بالحوباء
سعادة الجد من الشقاء
9
حل لنا في حلتي عناء
من صنعة الإذلاج والإسراء
10
والصبح حمل في حشا الظلماء
ونحن نذكي شعل الصهباء
11
Sayfa 10
فمر والأوتار في مراء
يحمل مثل زبدة السقاء
12
أطلقه من لجة خضراء
في لجة يلعب في ضياء
13
كأنه ملقى على الحصباء
ينظر من ياقوتة زرقاء
14
في جوشن مفضض الأثناء
قد لها من جونة الضحاء
15
أومن حبير مزنة غراء
غداؤنا بورك من غذاء
16
نؤثره في الصيف والشتاء
على القديد الغض والشواء
17
Sayfa 11
رزقا رزقناه بلا عناء
نعده من سابغ النعماء
البحر : - 1
أبالعمر خيم أم بالحشاء
قريب إذا هجع الركبنائي
2
ألم وثوب الدجى مخلق
وثوب الصباح حديد الضياء
3
يضيء لنا الخيف إيماضه
وليس ببرق خفى من خفاء
4
وفاء تصرم عن يقظة
وكم يقظة عصفت بالوفاء
5
تولت عهودك محمودة
بقرب الوصال وبعد الجفاء
6
وأبقت أسى ليس يقضي الأسى
عليه وداء بعيد الدواء
7
وشوقا أكافحه باللوى
مكافحة القرن تحت اللواء
8
وصبرا إذا هب وجد الحشا
تعلقت منه بمثل الهباء
9
ومن غره الدهر ألفيته
ذليل الدموععزيز العزاء
10
تجلى المشيب لتلك العيون
فبدلهن قذى من جلاء
11
Sayfa 12
ورب زمان سحبنا به
رداء البطالة سحب الرداء
12
ومستسلمات هززنا لها
مداري القيان لسفك الدماء
13
وقد نظم العلج أجسامها
مع الجدر نظم صفوف اللقاء
14
نمد إليها أكف الرجال
فترجع مثل أكف النساء
15
و جعد المياهإذا صافحت
جداوله الريحسبط الهواء
16
غدونا وأنواره كالبرود
ورحنا وكثبانه كالملاء
17
تقابلنا الوحش في روضة
كما قابلتك نجوم السماء
18
فهل من سبيل إلى نشره
إذا ركضت فيه خيل الرخاء
19
وأقماره حين تبدي له
محاسنها الصبح سلم المساء
20
وتجديدهن بجر الذيولوحدوا المدام إذا ماونت رأى الغناء
وجر الزقاق أديم الفضاءسقط بيت
21
Sayfa 13
وتشتيتنا شمل سرب الظبا
بمدمجة مثل سرب الظباء
22
إذا ما طلبنفخيل السباق
وإما طلبن فسفن النجاء
23
وكم من خليل رأى خلتي
فصد وكنا خليلي صفاء
24
وحمراء تمزج في خدرها
بماء الصبابةماء البهاء
25
تحذرني أجلي في السرى
وهل كنت آمنه في الثواء
26
ومن عجب أن حلف الفسو
ق حالفه عدم الأنبياء
27
سيظفره بالمنى زجره
إلى ابن المظفرعيس الرجاء
28
دعونا مفرق شمل اللهى
سماحا وجامع شمل الثناء
29
بكف ترقرق ماء الحياة
ووجه يرقرق ماء الحياء
30
نضا الكبر إلا على حاسد
تجاذبه حلة الكبرياء
31
Sayfa 14
وفاز ولم يغل في جريه
غداة النضالبسهم الغلاء
32
كأن سجاياه من نشرها
وإشراقها عبق في ذكاء
33
له عزمات تفل السيوف
وتسبق بالفوت شأو القضاء
34
ومكرمة لوغدت مزنة
لأيقن منها الثرى بالثراء
35
نزلت بعقوته منزلا
خصيب الجناب رحيب الفناء
36
أهب لنا فيه ريح الندى
رخاء تخبرنا بالرخاء
37
أبي تذل صروف الزمان
لديهفتنقاد بعد الإباء
38
وخرق تخرق في المكرمات
فغطت يداه حجاب العطاء
39
وثبت إذا ما الليالي انبرت
بريح سمائمها الجربياء
40
كأن الخطوبإذا حاولته
تقطر منها بقطري حراء
41
Sayfa 15
بنت مجده الغر من يعرب
فآثر تشييد ذاك البناء
42
بقيت فكم لك من شيمة
كسوت بها المجد ثوب البقاء
43
ويوم تورد فرسانه
حياض الحتوف ورود الظماء
44
كأن صوارمه في العجاج
بوارق تصدع حجب العماء
45
تراءى السوابغ في حومتيه
كما اضردت شمأل في نهاء
46
كأن الكماة لإشراقها
تناهب أعضاء شمس الضحاء
47
أضاء لعينيكفي نقعه
سنا المشرفية نهج السناء
48
وكنت إذا ما بلتك العلى
مليا بتفريق شمل البلاء
49
فحلأبا أحمد حلية
مخلدة ما لها من فناء
50
تضرم غيظا قلوب العدى
وتملأ بردا حشا الأولياء
51
Sayfa 16
دعوتك والدهر مستليم
يشوب الشجاعة لي بالدهاء
52
Sayfa 17
فكنت جديرا بفضل الغنى
وكنت جديرا بفضل الغناء
البحر : - 1
أحوال مجدك في العلو سواء
يوم أغر وشيمة غراء
2
أصبحت أعلى الناس قمة سودد
والناس بعدك كلهم أكفاء
3
أيمينك البحر الخضمإذا طمت
أمواجهأم صدرك الدهناء
4
أذكرتنا شيم الليالي في الندى
والبأسإذ هي شدة ورخاء
5
نسب أضاء عموده في رفعة
كالصبح فيه ترفع وضياء
6
وشمائل شهد العدو بفضلها
والفضل ما شهدت به الأعداء
7
وإذا عبستفصارم ومنية
وإذا ابتسمتفموعد وعطاء
8
وبنوقبيصة معشر أخلاقهم
سيل فمنه حيا ومنه دماء
9
وإذا تتابعت النوائب أحسنوا ؛
وإذا تشاجرت الرماح أساؤا
10
فضلت ليالي القصف ليلتك التي
هي في المحاسن غادة حسناء
11
Sayfa 18
رقت غياهبهافهن غلائل
وسخت جنائبهافهن رخاء
12
وصفت لك اللذات بين غرائب
للعيشفي أفيائهن صفاء
13
برك تحلت بالكواكب أرضها
فارتد وجه الأرض وهوسماء
14
رفعت إلى الجوزاء فواراتها
عمدا تصاب بصوبها الجوزاء
15
كادت ترد على الحيا ألطافه
لولم يمل أطرافهن حياء
16
مثل القنا الخطي قوم ميله
وجرت عليه الفضة البيضاء
17
حتى إذا انتشرت جلابيب الدجى
وتكاثفت من دونها الظلماء
18
فرجتها بصحائح إن تعتلل
فلهن من ضرب الرقاب شفاء
19
شمعا حملت على الرماح رماحه
فقدودهن وما حملن سواء
20
Sayfa 19
لقي النجوم وقد طلعن بمثلها
وأعاد جنح الليل وهوضحاء
21
يا سيد الوزراء نلت من العلى
والمجد ما يعيا به الوزراء
22
هي ليلة لا زلت تلبس مثلها
في نعمة وصلت بها السراء
23
أغنيت قوما حين هز غناؤها
عطفيكرب غنى حداه غناء
24
وقطعتها والليل يصدع قلبه
ضداننار تستنير وماء
25
Sayfa 20