فأغمضت عينيك
ودعت ..
لكننا لم نكن في الوداع
فأجهشت : أواه
ياللوفاء المضاععلى أبواب شهيد ¶ "في وداع الشهيد عبدالله الفقيه" ¶ أتسمح لي أن أمر ببابك؟ ¶ أتقبلني لحظة في رحابك؟ ¶ لألثم حيث هوى السيف،أقبس بعض الشعاع ¶ لأقرأ بين يديك اعتذاري ¶ لأحرق في الكلمات الحزينة عاري ¶ لأشعر -لو لحظة - أنني آدمي ¶ وأني بظلك صرت الشجاع ¶ فإني جبان تخليت عنك غداة الوداع ¶ تركتمك للموت ¶ للقاتلين الجياع ¶ ********* ¶ أتسمح لي أن أعفر وجهي ¶ أمرغ شعري ¶ بباقي الدماء ¶ أمزق وزري ¶ لأعرف باب السماء ¶ وعذري إليك ، إلى شمس عينيك ¶ أني جبان ¶ ولكنني رغم جبني ¶ بكيتك ملء عيون الزمان ¶ نقشت اسمك البكر عبر المدى والمكان ¶ ولم أقرع الرأس - رأسك - مستنكرا ¶ مثل أصحابنا الآخرين ¶ ********* ¶ ومهما فعلت فإني انؤ بعاري ¶ أجرر في الليل ظلي ¶ وأكره وجه نهاري ¶ إلى أن أجسد في الواقع الجهم ¶ في ساعة الصفر ثأري ¶ واغسل في نار " تموز " ذلي ¶ ********* ¶ قتلناك حين هتفنا : الشريف البطل ¶ يموت احتراقا لتحيا البلاد ¶ ولما احترقت اختفينا ¶ كأنا رماد ¶ كأنا بقية نجم أفل ¶ وجفت بأفواهنا كلمات الجهاد ¶ وكنت البطل ¶ وكنت الأمل ¶ تقدمت نازلت آخر وحش قديم ¶ تعاركتما ثم ألقيته مثخنا بالجراح ¶ وأسلمته للجحيم ¶ ولكنه قبل أن يختفي ¶ مد أظفاره شج وجه الصباح ¶ فأغمضت عينيك ¶ ودعت .. ¶ لكننا لم نكن في الوداع ¶ فأجهشت : أواه ¶ ياللوفاء المضاع
إلى اللقاء ...
إلى اللقاء ...
حين افترقنا واختفت عيناك في نهاية الطريق
أجهش في عيني وأظلم المكان
وامتد ..
Bilinmeyen sayfa