من ذا يصدق أن لي بلدا ... عيناه من حرقي ولم يرني ؟
وأنا هنا أرضعت أنجمه ... سهدي ووسد ليلة شجني
أأعيش فيه وفوق تربته ... كالميت الملقى بلا كفن ؟
وولائدي بسفوحه نهر ... ومشاعل خضر على القنن
ماذا؟ أيدري إخوتي وأبي ... أني يماني بلا يمن ؟
هل لي هنا أو هاهنا وطن ؟ ... لا ، لا : جراحي وحدها وطني
تحدي
هددزنا بالقيد أو بالسلاح ... واهدروا بالزئير أو بالنباح
وكلوا جوعنا وسيروا على أش ... لائنا الحمر ؛ كالخيول ... الجماح
واقرعوا فوقنا الطبول وغطوا ... خزيكم بالتصنع الفضاح
هددونا لن ينثني الزحف حتى ... يزحف الفجر من جميع النواحي
***
قسما لن نعود حتى ترانا ... راية النصر في النهار الضاحي
خوفونا بالموت : إنا استهنا ... في الصراع الكريم بالأرواح
قد ألفنا الردى كما تألف الغا ... بات عصف الخريف بالأدواح
واحتقرنا قطع الرؤوس وأدم ... نا المنايا في حانه السفاح
فاحفروا دربنا قبورا فإنا ... سوف نمضي للدفن أو للنجاح
***
نحن شعب أعيا خيال المنايا ... وتحدى يد الزمان الماحي
كلما أدمت الطغاة جناحا ... منه أدمى نحورها بجناح
أتعب السجن والقيود ولم يتعب ... وأغفى سجانه وهو صاحي
ساهر كالنجوم يستولد الفجر ... ويومي إليه بالأجراح
***
أيها العابثون بالشعب زيدوا ... ليلنا واملأوه بالأشباح
لغموا دربنا : ومدوا دجانا ... واطفئوا الشهب وانتظار الصباح
سوف نمشي على الجراحات حتى ... نشعل الفجر من لهيب الجراح
فاستبيحوا دماءنا تتورد ... وجنة الصبح بالدم المستباح
إنما تنبت الكرامات أرض ... " سمدت تربها " عظام الأضاحي
ودماء الشهيد أنضر غار ... في جبين البطولة اللماح
وجراحنا على الأفق أبهى ... شفق لامع وأزهى وشاح
قد أجبنا صوت المروءات لما ... عربد الظالم العنيد الإباحي وابتنى القصر من ضلوع الملا ... يين ؛ وجوع الأجير والفلاح
Sayfa 94