كم تناديني فتغري لوعتي ... وتولى كالحبيب ... الماكر
والدجى مقبرة تغفو على ... حلم النعش ونوح القابر
قلق الصمت كرؤيا مومس ... هجعت بين ذراعي فاجر
كأماني ظالم يرنو إلى ... مقلتيه شبح من ثائر
خائف يسري وفي أعطافه ... صلف الطاغي وتيه الكافر
وتضيع الشهب في موكبه ... كخيالات المريض الساهر
ودخان الحقد في أهدابه ... كالخطايا فوق عرض عاهر
يخطر الشيطان فيه وعلى ... شفتيه قهقهات الظافر
وخفوق الصمت ينبي أن في ... سره ضوضاء زحف طافر
والرؤى تشتف من خلف الربى ... مطلع اليوم الهتوف الزاخر
وتبث الغيب شكوى توبة ... تتشهى بسمة من غافر
وأنا وحدي أناغي هاتفا ... من فم الوحي الشذي الطاهر
وهدوء الكوخ يستفسرني ... هل أغني للفراغ السادر ؟
قلت إني شاعر ، في وحدتي ... ألف دنيا من طيوف الشاعر
لقيتها
أين اختفت من أي أفق سامي ؟ ... أين اختفت عني وعن تهيامي ؟
عبثا أناديها وهل ضيعتها ... في الليل أم في زحمة الأيام ؟
أم في رحاب الجو ضاعت ؟ لا : فكم ... بثيت أنسام الأصيل غرامي
ووقفت أسأله وقلبي في يدي ... يرنو إلى شفق الغروب الدامي
وأجابني صمت الأصيل ,,, وكلما ... أقنعت وجدي ... زاد حر ضرامي
***
وإذا ذكرت لقاءها ورحيقها ... لاقيت في الذكرى خيال الجام
وظمئت حتى كدت أجرع غلتي ... وأضج في الآلام أين حمامي
وغرقت في الأوهام أنشد سلوة ... وسجت فردوسا من الأوهام
***
وأفقت من وهمي أهيم ... وراءها ... عبثا وأحلم أنها قدامي
وأظنها خلفي فأرجع خطوة ... خلفي ... فتنشرها الظنون أمامي
وأكاد ألمسها فيبعد ظلها ... عني ... وتدني ظلها أحلامي
وأعود أنصت للسكينة والربى ... وحكاية الأشجار والأنسام
وأحسها في كل شيء صائت ... وأحسها في كل حي ... نامي
في رقو الأزهار في همس الشذى ... في تمتمات الجدول ... المترامي
***
Sayfa 72