176

Divan

ديوان عبدالله البردوني

Türler

***

فهل تلك صنع ؟ يفر اسمها ... أمام التحري ، ويعوي النسب

وراء الستار الظفاري عيون ... صليبية ، وفم مكتسب

عجوز تئن بعصر الجليد ... وتلبس آخر ما يجتلب

لماذا الذي كان ما زال يأتي ؟ ... لأن الذي سوف يأتي ذهب

لأن الوجوه استحالت ظهورا ... تفتش عن لونها المغتصب

لأن المغني أحب كثيرا ... كثيرا ، ولم يدر ماذا أحب

***

لماذا تمنى الظروف الحنين ... فتغري وتعرض غير الطلب

***

تغل العواسج في كل آن ... وفي كل عام يغل العنب

لماذا ، لماذا ركام يمر ... ركام يلي دون أدنى سبب ؟!

ويستنفر الغضب الحمحمات ... قليلا ، ويعتاد يعيى الغضب

ويحصى الطريق ... جدار مشى ... جدار سيمشي ، جدار هرب

ولا شيء غير جدار يقوم ... بوجهي ... وثان يعد الركب

وتحكي أعاجيب من أدبروا ... وجاؤوا شبابيك (بئر العزب)

ولم يمض شيء يسمى غريبا ... ولم يأت شيء يسمى عجب

لأن الصباح دجى ، والدجى ... ضحى ، ليس يدري لماذا غرب

فلا الصدق يبدو كصدق ولا ... أجاد أكاذيبه من كذب

***

لماذا ؟! ويمحو السؤال ... وينسى الجواب اسمه واللقب

ويضي المغنى يديه وفاه ... وشيء يجلمد حس الطرب

فتمضي القوارب مقلوبة ... وتأتي وينسى المحيط الصخب

ويصحو الغرام يرى أنه ... على ظهر أغنية من خشب

الغزو من الداخل

فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري ... وهل تدرين يا صنعاء من المستعمر السري

غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري ... فقد يأتون تبغا في سجائر لونها يغري

وفي صدقات وحشي يؤنسن وجهه الصخري ... وفي أهداب أنثى في مناديل الهوى القهري

وفي سروال أستاذ وتحت عمامة المقري ... وفي أقراص منع الحمل وفي أنبوبة الحبر

وفي حرية الغثيان وفي عبثية العمر ... وفي عود احتلال الأمس في تشكيله العصر

وفي قنينة الوسكي وفي قارورة العطر ... ويستخفون في جلدي وينسلون من شعري وفوق وجوههم وجهي ونحت خيولهم ظهري ... غزاة اليوم كالطاعون يخفى وهو يستشري

Sayfa 177