لماذا اجيب ؟ وتستنبتين ... سؤالا ، يبرعم حلم الصباح
فأصغي ، وأسمع من لا مكان ... صدى واعدا ، زنبقي الصداح
وأشتم صيفا خجول القطاف ... تلعتم في وجنتيك وفاح
وناغى على شاطئي مقلتيك ... منى رضعا ، ووعودا شحاح
أحلن رمادي حريقا صموتا ... وأورقن في شفتيه فباح
لأنا التقينا ، ولدنا الشروق ... وأهدى لنا كل نجم وشاح
فماج بنا منزل من شذا ... ومن أغنيات الصبا والمداح
...يا نجوم
لفتة ! يا نجوم إني أنادي: ... من رآني ، أو من تجلى المنادى؟
إنني يا نجوم كل مساء ... ها هنا ، أبلع الشفار الحدادا
وبلا موعد ، أمد بنانا ... من حنين ، لكل طيف تهادى
لكنوز ، من شعوذات التمني ... تتبدى ثنى ، وتخفى فرادى
أزرع السقف والزوايا فتوحا ... فتسوق الكوى إليها الجرادا
وأنادي والريح تمضي وتأتي ... كالمناشير ، جيئة وارتدادا
وتقص الذي حكته مرارا ... للروابي ، ولقنته الوهادا
أتعيد الذي اعادت وتروي ... من سعال البيوت فصلا معادا
من أنادي يا ريح ؟ : من لست أدري ... هل سيدنو ، أم يستزيد ابتعادا
من يراني ؟ اني هنا يا عشايا ... أنفخ السقف ، أو أدراي الرقادا
ورؤى ، تستفزني وتولى ... ورؤى تزرع المساء سهادا
وهوى يعزف احتراقي ويشدو ... فاعيد الصدى ، وأحسو الرمادا
أم العرب
حيث الغبار الأهوج ... على الرياح ينشج
وحيث تشمخ الدمى ... ويستطيل العوسج
هناك ، حيث يدعى ... على القشور البهرج
جزيرة ، تطفو على ... صحو الربى ، وتدلج
مطلة ، كأنها ... نعش أشم أبلج
تمضي به ، حنية ... جرحى ، وتل أعرج
سمراء ، حلمها على ... أيدي الرياح ، خودج
ومرود ، من الهوى ... ومرتع ، مضرج
نجثو كذاهل إلى ... ما لا يرى يحدج
كجائع يشتم من ... حوليه لحما ينضج
تسهوى ، وظل نفسها ... يخفيها ، ويزعج
فتحبل الرؤى على ... أهدابها، وتخدج
على الفراغ ، تنطفي ... وللفراغ تسرج على اصفرار وجهها ... تعملق التشنج
Sayfa 129