ويزجي إلى الأسماع صوتا مجرحا ... كئيبا كأحلام الغريب المشرد
يمد اليد الصفرا إلى كل عابر ... ولم يجن إلا اليأس من مدة اليد
فيلقي على الكف النحيل جبينه ... ويسأل هل في الأرض ظل لمسعد
هو الشر ملء الأرض والشر طبعها ... هو اشر ملء الأمس واليوم والغد
وهذا غبار الأرض آهات خيب ... وهذا الحصى حبذات دمع مجمد
رمى الشيخ فيما حوله نظرة الأسى ... ومر كطيف المستكين المهدد
فيا للفقير الشيخ يمشي على الطوى ... وفي مأتم الشكوى يروح ويغتدي
يظن أكف الناس تهوي بجودها ... إليه ولم يبصر سوى وهمه الردي
وجوع يلوي نفسه في ضلوعة ... فينساق لا يدري إلى أين يهتدي
الشمس
أطلت من الأفق بنت السماء ... مغلفة بالشعاع الندي
ووشت بساط الفضا بالسنا ... وباللهب البارد العسجدي
وبالوهج الدافيء المشتهي ... وبالمنظر السحري الأجود
فجنت بها نشوات الصبا ... وفاضت بصدر الضحا الأمرد
وأهدت سناها السماوي إلى ... رءوس الربا واثرى الأوهد
إلى الطود والسهل والمنحنى ... إلى الماء والطين والجلمد
إلى الكوخ والقصر مهد الغنى ... إلى السوق والسجن والمعبد
ووزعت النور في العالم ... ين وجادت على العبد والسيد
على المترفين على البائ ... سين على المجتدى وعلى المجتدي
وأدت رسالتها حرة ... إلى أقرب الكون والأبعد
جرى عدل بنت السما في الوجو ... د حفيا بجيده والردي
وأنفقت النور أم الضحا ... فزادت ثراء إلى سؤدد
وأربت جمالا وزادت سنا ... ونورا إلى نورها السرمدي
وطالت حياة فما تنتهي ... من العمر إلا لكي تبتدي
وأعطت فدام سنا ملكها ... جديد الصبى دائم المولد
وما زادها كثر إنفاقها ... سوى الترف الأكثر الأخلد
***
لقد ضرب الله أمثاله ... ومن يضلل الله لا يهتدي
Sayfa 13