لتسرح البرحة في براجها ... ... ... فانها قد بلغت رأس المدى لطالما أطلحتها سارية ... ... ... تمزع في الدو ولا مزع الطلا
يعملة قد أخذت سلاحها ... ... ... من حقب يزينها على الونى
روعاء ترمي مقلتيها حذرا ... ... ... بين عزيف وعواء وصدى
زيافة تحوذ في تجليحها ... ... ... لا فرق ما بين الدماث والكدى
تخلف الريح تكوس خلفها ... ... ... كأنها أعارت الريح الحفا
كأنها من حقب منحب ... ... ... في سدفة الليل هلال قد خوى
كأنما تطير من لغامها ... ... ... سرب تغام فوق خيطان الغضا
بلبها البرق كأن سائقا ... ... ... يزجها نحا بأسواط السنا
اذا استطار أرزمت رازفة ... ... ... تواضع الخال بأجواز الفلا
كأنما البرق لها أجنحة ... ... ... اذا رأته حلقت الى السهى
أقول للبرق وقد أرقني ... ... ... لهيبه أعلىثنيات الحمى
سقيت أجراز البلاد فارتوت ... ... ... وحظ قلبي منك الهاب الجذى
خل نعاماك تداجي مهجتي ... ... ... فانها محروقة من الجوى
اهفو الى روح النسيم راجيا ... ... ... اطفاء ما بالقلب من حر الصلا
أعلل الشوق يصادي كبدي ... ... ... نفح شميم الزهر من تلك الربى
فكان من حيث الشفاء علتي ... ... ... ورى زناد الشوق من ذاك النثا
وربما منيت نفسي طيفهم ... ... ... وهو حلال لي ان حل الكرى
ولو قصدت هفوة بحبهم ... ... ... أو كنت من عاهدهم فما وفى
أرسلت طرفي رائدا لدهشة ... ... ... بربعهم تذهلني عن الأسى
هيهات لا تمنعني طلولهم ... ... ... وسانحات ذكرهم الا الضنى
ولو تركت واجبات حبهم ... ... ... أو صدف الهجر غرامي والقلى
أو تركت لي كبدا صحيحه ... ... ... أو جلد الحر على قرع النوى
لكان لي الطول وقفة ... ... ... أبريء النفس بها من الهوى
لكن لي قلبا عرته سكرة ... ... ... ما ضل في غمارها ولا غوى
وعاش في صبابة تعمده ... ... ... مال اليها عامدا فما ارعوى
اسلو بمن أهواهم وان نأوا ... ... ... وكيف يسلو دنف بمن نأى
وكيفما خامرني الحب فما ... ... ... قلت رشادي يا ترى أين وخى
ليعمل الحب بنفسي ما يرى ... ... ... ان ضلالي بهوى القوم هدى
ما زال بي مع الهوى تبصر ... ... ... ينتقد الحب على شرط الحجا
ليت النهي مع الهوى تثبنت ... ... ... راسخة فيها عزائم التقى
لو ارعوت مع الغرام نهية ... ... ... لم يعبث الحب بأحلام النهى
Sayfa 233