219

Divan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Türler

ذكرتم عهود الصالحين واحدقت ... ... بوائق دهر نكرها متفاقم

فآثر تم ما آثرت سنة الهدى ... ... ... وغيرتم بالسيف ما الله ناقم

على الأمر بالمعروف والنهي منكم ... ... عن المنكر اشتدت لديكم شكائم

عرتكم لأخذ الحق لله غيرة ... ... ... فآضت بفتح والثواب المغانم

وقفتم وسيل الظلم طام وطالما ... ... ... بأزمائها باتت لنصر حوائم

فباء بحمد الله بالخزي خاسئا ... ... ... لداهية تنقد منها الحيازم

وابتم وحد السيف بالعدل بارق ... ... يبشر أن الحتف للظلم داهم

نعم ثبتت أقدامكم وقلوبكم ... ... ... فولت أمام الحق تلك المظالم

وخابت أماني البغاة مهيضة ... ... ... وقامت على قرن الشقاق المآتم

وأصبح سيف الله في كف دولة ... ... لها مدد من ذي الجلال وعاصم

فما خام عنها غير نكس منافق ... ... ... كما قام فيها أروع النفس حازم

وأصبح سلطان الشريعة ثابتا ... ... ... له عمد في تخنه ودعائم

على بيضة الاسلام قر أساسه ... ... ... وطائره فوق السماكين حائم

وكانت ( عمان) الجور ملء أهابها ... ... مجامل غفلا ليس فيها معالم

فأشرق نور الله في عرصاتها ... ... ... الى أن أضاءت من سناها العوالم

وكانت حميات الرجال تحزبت ... ... فأصبح كالعقد الشتيت العماعم

وصار جهاد المعتدين مشاعرا ... ... يحج اليها المقسطون الأعاظم

منظمة ألبابهم وسيوفهم ... ... ... ونياتهم والحق للكل ناظم

يؤولفهم ايمانهم واحتسابهم ... ... ... كمؤتلف الأنصار والدخل عارم

فجمعهم فرد وفردهم به ... ... ... غناء إذا كر اللهام الخضارم

هنيئا للأهل الحق صدق انتصارهم ... ... ويقظتهم في الله والدهر نائم

وفوا بوصايا الله في السخط والرضا ... ... كراما وأفعال الكرام كرائم

فما حصروا في موقف الحق لمحة ... ... ولا وسعوا ما ضيقته المحارم

ولا ختلبتهم زهرة العيش في الهوى ... ... ولا زينتهم في المخاري العمائم

ولا حسدوا من نعمة الله ذرة ... ... ... اذ الفضل مقسوم وذو الفضل قاسم

ولا احتقروا ذا القدر في منصب التقى ... ولو زهدت للفقر فيه العوالم

ولا داهنوا في الدين من أجل مطمع ... ... يسيل به أنف من الكبر وارم تراموا على القرآت شربا بمائه ... ... فأصدرهم والكل ريان هائم

Sayfa 220