يا ساقي الراح الشهية هاتها
وأرح براحتها فؤاد كئيبها
قرب كؤوسك لا نأيت فلا غنى
إن رمت بعد الهم من تقريبها
أدم اصطباحا واغتباقا شربها
فالأنس موقوف على شريبها
صفها بأحست وصفها ونعوتها
واختزلها الألقاب في تلقيبها
حمراء تسطع في الكؤوس كأنها
ياقوتة ذابت بكف مذيبها
صرفت هموم الشاربين بصرفها
وافتر ثغر الكأس من تقطيبها
لو لم يكن في الروض مغرس كرمها
ما رجعت ورقاء في تطريبها
دعت العقول إلى الذهول فلم يفز
بجوامع اللذات غير مجيبها
ومليحة قد أشبهت شمس الضحى
في الحسن عند طلوعها ومغيبها
تبدو فتختطف العيون مضيئة
بشروقها وتغيب في غربيبها
Sayfa 18