129

لقد أعقبت بالبؤس منك وبالنعمى

و أصبح طرفا لا أراك به أعمى

2

سقيت الحيا من ظاعن الثكل قد ثوى

و أبقى ربوع المجد موحشة عتما

3

وقد كنت أمضيه على الخطب منصلا

وآوي له ركنا ، وأسري به نجما

4

ترحل لما أن تكامل مجده

وليس كسوف البدر إلا إذا تما

5

لقد عاش رغما للحواسد والعدا

و مات على أنف الندى والهدى رغما

6

و كانت ليالي العيش بيضا بقربه

فقد أصبحت أيامنا بعده دهما

7

و قد كان يعطي السيف في الروع حقه

و يرضى إذا أرواه في الشرك أن يظما

8

ويضحك ثغر النصر في كل معرك

يرى وسطه وجه الردى عابسا جهما

9

و كان إذا الأمجاد ظنوا نوالهم

لمستمنح غرما ، رأى بذله غنما

10

إذا بخلوا أعطى وإن أحجموا مضى

وإن أصلدوا أورى ونار عما

11

Sayfa 130