الخدر: الهودج، والجمع الخدور، ويستعار للستر والحجلة٢ وغيرهما، ومنه قولهم: خدرت الجارية، وجارية مخدَّرة أي: مقصورة في خدرها لا تبرز منه، ومنه قولهم: خدر الأسد يخدر خدرًا وأخدر إخدارًا إذا لزم عرينه؛ ومنه قول ليلى الأخيلية:
فتى كان أحيا من فتاةِ حييّةٍ ... وأشجع من ليثٍ بخفان خَادِرُ
وقول الشاعر:
كالأسدِ الوَرْدِ غَدَا من مَخْدَرِه
والمراد بالخدر في البيت الهودج. عنيزة: اسم عشيقته وهي ابنة عمه، وقيل: هو لقب لها واسمها فاطمة، وقيل: بل اسمها عنيزة وفاطمة غيرها. قوله: فقالت لك الويلات، أكثر الناس على أن هذا دعاء منها عليه، والويلات: جمع ويلة، والويلة والويل: شدة العذاب، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدعاء عليه، والعرب تفعل ذلك صرفًا لعين الكمال عن المدعو عليه. ومنه قولهم: قاتله الله ما أفصحه! ومنه قول جميل:
رمى الله في عيني بثنية بالقَذى ... وفي الغرّ من أنيابَها بالقَوَادحِ (١)
ويقال: رَجِلَ الرجُل يرجل رَجَلًا فهو راجل، وأرجلته أنا صيرته راجلًا. خدر عنيزة بدل من الخدر الأول، والمعنى: يوم دخلت خدر عنيزة، وهذا مثل قوله تعالى: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ﴾ [غافر: ٣٦] ومنه قول الشاعر:
يا تيمَ تيمَ عَديٍ لا أبا لكمُو ... لا يلفينكمو في سَوْأَةٍ عُمَرُ (٢)
_________
(١) القوادح: السواد الذي يعلو الأسنان.
(٢) سوأة: أمر شائن.
1 / 28